أنا تلك التي مرّت بجواركم آلاف المرّات،
بوجهٍ لا يُشبهه أحد،
وقلبٍ يشبه كلّ شيءٍ حزين.
أنا التي لم يُنادِها أحد باسمها بلهفة،
لم يسأل عنها غائب،
ولا ارتبك لغيابها أحد.
أحملُ في داخلي أعوامًا من الصبر،
سنينًا من الكتمان،
ومواسم من الحزن نامت في صدري ولم تستيقظ.
تعلمتُ أن أُقنِع نفسي أن الوحدة ليست قاسية،
أن الغياب لا يؤلم،
أن الخذلان لا يُميت.
لكن الحقيقة؟
أنا مُنهَكة من التظاهر بالقوة،
من تَجميل الندوب بالكلمات،
ومن إعادة لملمة نفسي في كلّ مرةٍ أنفجر بها في الخفاء.
أشتاق لمن يحتويني دون أن أشرح،
لمن يرى انكساري خلف ضحكتي،
لمن يقول لي: “أشعر بكِ” دون أن أنطق.
لكنني أُدرك تمامًا أني وُلدتُ لأتجاوز وحدي،
وأنّ كل الذين عبروا…
لم يعبروا ليبقوا.
أنا التي لم ينتبه لها أحد،
لكنني أعرف نفسي جيدًا،
وأُحبّها رغم كل شيء.