أُمسك بجدار الليلِ حتى لا أقع،
ولا أحد يراني…
ولا أحد يمدّ يده ليمسك بي.
كلّ الذين قلت لهم “أنا تعبت”
أجابوني بالصمت،
كأنني لم أكن أتكلم بلغة البشر.
أنا ذلك الصوت الذي تعلّق في حنجرة أحدهم،
ولم يُقال.
أنا الفقد الذي مرّ من قلب أحدهم ولم يترك نُدبة،
فقط مرّ… كما يمرّ الغريب.
في داخلي مقبرة،
دفنت فيها أصدقائي، وأمانيَّ، ونسختي التي كانت تضحك على أتفه شيء.
وفي كلّ ليلة، أجلس على حافة القبر،
أتلو على نفسي شيئًا من صبري،
وأبكي.
لا أحد يعلم أنني خُذِلت ألف مرة،
من الذين كنت أقول عنهم “وطني”.
ولا أحد يعرف كم مرة كتبت رسائل طويلة
ثم مسحتها… لأن لا أحد ينتظرني.
أنا الذي لا يُفتقد…
الذي إن رحل، استقام ميزان الحياة للآخرين،
كأن ثقله كان عبئًا على الأرض.
ولو متُّ الليلة،
لَمَا لاحظ أحد غيابي.
ربما فقط، تنام ذاكرتي بسلام…
وتنطفئ داخلي كلّ الأحاديث التي لم أجد لها صدرًا يُصغي.