أنا الفكر المقيد بسلاسل التبعية،
أنا المسؤول، لا أحد غيري.
أنا من أهديتك عن طواعية أعمدة حريتنا
لنبني بها قضبان سجون للآخرين أو لأنفسنا دون وعي.
أنا من سلمت عمود الوعي لغيري
لأصطف بعدها في طابور من الرؤوس المنحنية
منحت سلاحي بنفسي
ليصاغ منه قفص يسجن فيه كل من رفض الركوع.
لا أحد يسأل
لماذا نمضي نحو صمت نحن من بنيناه بأيدينا؟
ولا أحد يعترض
لأن من يجرؤ على رفع صوته
يزج به خلف قضبان صنعناها له من قلوب أفرغت من الأمل.
ما أشد بؤس الحرية حين تسخر ضد الأحرار
فيصبحون جثة تتنفس وراء الأنقاض
و ما أوجع الفكر حين يقايض بصك الطاعة.
ليتني كنت عكازا للوعي،
أو همسة تسري في صدور المستكينين.
لا تسلم قيدك – يا إنسان – بيدك
لمن لا يعرف معنى الانعتاق.
فالسجون تبنى حين يصمت الأحرار
و يصفق المساجين