يُمَّه… أكانت طلسماً لي..؟
أويلي.. لعلَّها مسلطةٌ عليّ
يُمَّه…أشربُها من حنجرتِكِ حدَّ الثَّمالةِ
لبُحَّتِها،
أحاديثُ أخرسٍ في ليلةِ عرسٍ
لوقعِها،
رنَّةُ خلخالِ بدويَّةٍ بين مضاربَ الشَّعرِ والشِّعرِ
حِدَّتُها،
رقصةُ خناجرَ عند مضاربَ الغجرِ
علوُّها،
سما صوفيٍّ في حلقةِ ذكرٍ
أويلي… همزةُ قطعٍ بين سَبّابتين
يُمَّه… همزةُ وصلٍ بين نهرين..!
جاءَ في القُرّاءِ الأوَّل للدرسِ:
(أغوَتْني وأنا في المهدِ صبيّاً
فكنتُ عليها سلطاناً)
أضيفها نافلةَ قولٍ
أويلي.. ملحمةٌ كبرى
يُمَّه.. ملاكاً بجناحين.
على مايبدو أنَّ الأمرَ خارجُ سوّرةِ التدوير،
ينزاحُ قريباً من آية التكويرِ
يتساقطُ ندىً هُلامياً بين الشِّعر والتَّسطيرِ
وبعيداً عمّا كلّ مافاتَ
وقريباً عمّا هو آتٍ
تأتي أويلي لاثغةً دمي
متبوعةً ب يُمَّه تشيِّعُها دوزناتِك
لتُلحدَ في شِقِّ مسامعي..!
أدرك ُ وتدركين أن لأهلِ الجنوبِ طرائِقهُم في طيِّ المفرداتِ،
عصرِها لتخرجَ طازجةً كحليبِ الرِّضاعِ الأوَّل، ساخنةً كأرغفةِ تنانيرَ الفجرِ
حاملةً أنفاسَ القصبِ حين يراقصُ جنّياتِ الهورِ
فلا تعجبي من جنوبيتي أن تغتسلَ بماءِ قُراحِ السّاقيةِ
تعوِّضُ صِباها الأوَّلِ بزهوِ الكركراتِ حيث مشارفَ انهارِها الصغيرةِ وشهبةُ ضوءِ الشموس الطالعةِ تواً من فمِكِ..!
أويلي.. يُِمه
هذه المرَّةُ بكسرٍ وضمٍ،
كسرُ فُخاريَّةِ الطينِ السُّومريِّ الموسوسِ بخجلِ الشِّفاهِ
وضمِّ الشِّفاهِ المحسوسِ بين فاهٍ وفاهٍ
وللويلِ حدُّ النصلِ القاطعِ لحيرةِ طفلٍ فقدَ أمَّهُ وتزوجَ أباهُ..!
على مايبدو لي هذه المرة أخذَ الأمرِ بعيداً عن اللغةِ المتداركةِ في أدبياتِ الشُّعراءِ وتشدُّقاتِ نقَّادِ النافذةِ المكسورةِ، لأكونَ بكاملِ طيني الحري وبلهجتي البصريَّةِ الدّارجةِ لأقولَ سادراً بجهالتي أن ل يُمَّه لغةً غير التي
كنتُ اظُنّها وغير التي جُبلتُ عليها مع مجاييلي حين كنَّا نسرقُ العصافيرَ من اعشاشِها، ندسُّها لثغاتِ الصَّفير، لتغرِّدَ صاخبةً بين خصاصِ السَّعفِ والطِّين.ِ.!
رحمةً لأمِّّكِ كرِّريها لتعودَ حمامةً ادمنتْ بيتَها
اغنيةً لا أملُّ سماعَها
كرِّريها بلكنتِكِ، بزَمَّة شفتِك المدوَّرةِ،
برفعةِ حاجبيكِ
كرِّريها لتذوبَ في يبابي قطراتِ مطرٍ أوَّلِ الهطولِ..
فقد أدمنتُها وانتهى الأمرُ..!
.
.
حيدر غراس/ العراق