إليك سلمى/بقلم:محمد الصبري

مرحباً يا سلمى
أما قبل ،
إنها الساعة الثالثةُ صباحاً،وانا أكتبُ إليكِ
أكتبُ إليكِ بدافع الشخص المخذول في الحب،الشخص الذي أستنزفَ مشاعره في أماكن خاطئة،أماكن لاتعرفُ الحنين،ولاتعطي للشوق أي قيمة،أماكن قاحلة لاتنمو فيها الورود،ولايصدح منها الأغاني،البرود فقط من يعتليها
يا سلمى أعلم أن كل هذا لايُهمك،وان هذه الرسالة قد لا تؤثر فيك، أعلم أنكِ ستفكرين كثيراً،لماذا يكتب لي هذه الرساله إذا كان يعلم انها لن تؤثر فيني؟!!
يا سلمى نحن الشعراء لانملك ملجئ للاختباء بمشاعرنا،لانُتقن فن الكتمان،تفضحنا النصوص التي نكتبها،النصوص التي تختزلُ كل مافي داخلنا،لامهربَ لدينا إلا الكتابة،نكتبُ
للصباحِ،والمساء
لليل،والحب
للحنين،والشوق
لحبيباتنا وهنَّ لايكترثن لذلك…

يا سلمى نحن الشعراء نمتلكُ مشاعر فياضة،لانستطيع التحكم بها،نُحب بقلوبنا ولا ننتبه لعقولنا،نصبُّ مشاعرنا عند أول خطوة للحب،ثم نُغدِقُ من نُحب بالقصائد،لاننتبه إن كان متأثرا بما نكتب،يكفي ان نكتب مشاعرنا بصدق لذلك نُفضح دائمًا..

أما بعد ،
ياسلمى كتبتُ إليكِ هذه الرساله من قلبٍ ملؤه الوجع.قد غادروني كل من أحببتهم، وتركوني بين يدي الرياح الباردة، كغصنٍ يئن تحت وطأة الزمان.كيف يكون الفقد ياسلمى،وكيف يبدو القلب عندما يسقط من سماء الأمل إلى أرض الواقع؟
ياسلمى لستُ حزينًا ولا سعيداً،أنا فقط متعب،متعب بما تعنيه الكلمة،متعب من فرطِ التفكير، من كمية الخذلان الهائلة، من الانكسارات المتتالية،انا متعب حد الإعياء ومع ذلك احاول التعايش كأن الحياة رواية صراع..
يا سلمى أخبرتكِ اننا لانمتلكُ اي مكان للهروب إليه سوى الكتابة،لذلك كتبتُ لكِ هذه الرساله فهل تأثرتِ؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!