قلنا لهم أينَ الضوءُ الذي وعدتُم في العتمة؟
أينَ العدل الذي أرهقناهُ بحثاً في مسالكِ الانتظار؟
ابتسموا ابتسامة من يعرفُ طريق الهروب،
وقالوا اعملوا… فالصبرُ جسرُ الوصول.
ومضتْ السنونُ
تتبدّلُ أسماؤها ولا تتبدّلُ ملامحُها،
سنواتٌ تثمرُ شوكاً في صدورنا،
وتُورقُ رغداً في بيوتهم.
عدنا نسألُ من جديد
أين الحقوقُ الغائبة؟
قالوا لنا كمن يلقّن طفلاً النسيان
ألم تعتادوا الغياب؟
صارت أصواتُنا تهمسُ،
ولا صراخ
صارت أيدينا تعملُ كي لا تفكّر،
أحلامُنا تقتاتُ من ظلّها.
قطعوا ما تبقّى من حضورنا،
وألقوا لنا بفتاتٍ يلمعُ وهماً
فتات لا يُسكِتُ الجوعَ ولا يُسكتُ القلب.
عدنا نعملُ بأيدينا
نعمل بصمتنا
والرضا صار قيداً من حرير.
لا حقوقَ غائبة،
ولا حاضرة،
ولا حتى حلمٌ يتنفّس.
كلّ ما تبقّى فتاتُ حياةٍ نتقاسمه
بخشوع من اعتاد العدم،
وظنَّ أن العدم سلام.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية