الممانعة الأولى/ بقلم:هبة عبد القادر الكل

يا تبيعَ الضّلالة، مُشايعَ الزّمرة الهالكة، جاحدَ الحقيقة الممانعة، ما للطوامس والنور، وما للقعود والنهوض، ومالكَ وتنزيل العبث على أهل الصمود!
أفقْ وأمعن النظر، ودقّق النبأ، وأدغم الحال بالخبر..
كيف تجد الانتهاكات الجسام، والاغتصابات الضخام، وكيف تُدرك عَثرة العيال ووأدَ الولدان وبقية في المَخمصة غَرْثان…
هيا ثِبْ وانفضْ القَتَرة، وسلْ نفسك أولاً ثم حدّثني:
الأرضُ من احتلها؟
المقدّساتُ من استولى عليها؟
المظالم من نظمها؟
المقاومة ما دفْعها؟
والدّماء من أراقها؟
ستقول: ابتدأوهم ألفاً، وأطرقتَ الطّرف عن ثلاثين ألفا!
ستقول: هم الأقوى فأنى منهم.. أُحبطتَ .. ولتقرأ في تاريخ الحضارة وسير العمارة، وفي توقيت الانتصارات وردّ الاستعمارات، متى كانت بالعَدد والعُدّة، ولكن بالنضال وإثبات الوجود ولو طالت المُدّة…
تنبّهنا كما تنبهت الاضطهاد ولكن، استرشدنا وتُهتَ عن الصواب، فبتّ حيرانَ مهزولا..
وأحسسْنا مثلكَ بالإنسانية ولكن لم نكفر بالممانعة الأولى، فقاومنا ونافحنا…
وما الفوتُ بيننا وبينك إلا أنّكَ قعدتَ فوهنتَ وقلتَ سدى، وكان قولنا:
* الممانعةُ ردْفَ كل طغيان وجورا *

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!