الموسيقى تحت المطر.
عادة غريبة، غير مألوفة وصعب فهمها تلك التي يمتاز بها زميلنا الجديد في العمل؛ ممدوح !
يحب الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية لما تكون الأمطار تنهمر من السماء !
كانت السماء تمطر خفيفا …
صرخ مروان : ـــ أشد ما أحب المطر الخفيف !…
قلت : ــ وأنا أيضا… يذكرني بأيام الطفولة البعيدة…
وبينما كنا نود أن نتوسع في ذكر أحاسيسنا نحو المطر، كان ممدوح قد قام بتشغيل الموسيقى الكلاسيكية…
صوت المطر المثير، وصوت الموسيقى الهادئ يمتزجان مع صوت الذكريات المنبعث من بعيد…
مشاجرة .
منذ أسبوعين شبّ شجار قوي في مكتب المحاسبة ، و تطايرتْ شراراته الى كل المكاتب الأخرى …
لم يكن نزاعا كلاميا كما تعودنا حدوث ذلك بالشتائم، والانتقاص من قدر الآخرين أو الكلام التافه ! وإنما معركة حقيقية بالأرجل والأيدي ، نتج عنها تكسير مقعدين ، ولوحة مفاتيح حاسوب…
والنزاع كالعادة كان بين رئيس مكتب المحاسبة السيد مروان ومساعده الشاب عبد الوهاب ، الذّي التحق بالشركة منذ أقل من عام !…
المرحاض فارغ!
كنا ثلاثة أشخاص واقفون ننتظر أمام المرحاض العمومي، كل دوره، والباب كان مغلقا…
ــ آه… كم يلزمه من الوقت لكي …
ــ ربما هو مصاب بالإسهال…
ــ أو بالقولون… مشاكل المرئ عذاب لا يماثله أي عذاب !…
ـــ الأكيد أنه شيخ كبير تعيقه ملابسه الكثيرة…
ــ المراحيض صارت في هذا الزمن الموحش أماكن مفضلة لاستهلاك المخدرات بعيدا عن الأعين!
ــ ……………………………………
وفي النهاية جاء رابع، سألنا، فأخبرناه بأننا ننتظر منذ مدة ليست بالقصيرة، فاتجه نحو الباب، وفتحه فألفى المرحاض فارغا! ….