تهمة العلم/ بقلم:منال-دحيم

في وطني
تعليم المرأة ليس رفعة
بل تهمة.
ــــــــــــ
غَرفتُ شيئًا مِن الحبرِ
وغمستُ فيه أحلامي،
ثم تذوقت..
لم يكُن مُرًا
ولا حلوًا،
كان بطعم الغصة
بطعم من يرى النور،
ويُعاقب عليه.

قلبتُ الأوراق
قليلًا قليلًا
وحركتُ حبر الحياء
لكن الطعم ما زال غريبًا
مزيجٌ من صمتٍ مُريب
وصدى أصوات تُدينني.
وأنا أعرفُ السبب..

كل ما في الأمر
أنني نادرة وفريدة
لكنهم لا يُجيدون القراءة،
وقالوا: مُعيبة!

في وطني
المتعلمة جسارة،
والمتحدثة وقاحة،
والعلم فيها عارًا،
والقلم بأيديها جريمة،
وصوتها الذي يناقش فضيحة.

فقد
رُبط الحياء
بالسكوت،
وقيسَّ الوقار
بعدد الكلمات،
وسكن الشرف
بين طيات الجهل.

وأنا؟!

أنا
متعلمة ولستُ أقل حياءً،
ومتوظفة ولستُ أقل شرفًا؛
فمتى كان الحياء جهلًا،
والشرف صمتًا؟!

أنا
لستُ وصمة،
أنا
شهادة عز
حتى وإن لم تجيدوا قراءتي.
ــــــــــــ
المتعلمة ليست خطيئة
بل أمل وطن
ما زال يجهل كيف ينهض.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

تعليق واحد

  1. يا لها من رواية حقيقية! يبدو أن القراءة في بعض الأماكن قد تكون مجرد كلمة سريعة تطلقها على كل من لا يتفق معهم. الأهم من ذلك، أن الحياء والشرف والعلم يبدو أنهم شجعان جداً على السكوت والجهل! بالتوفيق للشخصية، فمن الواضح أنها ترفض أن تكون مجرد وصمة وتفضل أن تكون شهادة عز. بالتوفيق للوطن الذي ما زال يتعلم كيف ينهض، ربما من خلال الاستماع إلى أصوات مثل هذه، بدلاً من مجرد ربط الحياء بالسكوت.Free Nano Banana

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!