وفي جفرا…
تغدو الأرصفة مرايا تتكسّر عند أول وخزة من ضوء،
والسماءُ كتابٌ مفتوحٌ يخطّه العابرون بأنفاسهم،
كل نجمةٍ تُشبه ندمًا قديمًا،
وكل غيمةٍ تُشبه ذاكرةً لم تكتمل.
في جفرا…
أكتشف أنّني أكتب بكفّي كي لا تسرقني الكتابة،
كأنَّ الكفَّ صار صحراءً تنتظر مطر الحروف،
وأصابعَ تسهر لتعيد ترتيب الوجود.
هناك…
الأغنية ليست مجرد لحن،
إنها مصيدةٌ لطيور الروح،
تجعلني أتساءل:
هل نحن الذين نغني،
أم أن الغناء هو الذي يستعملنا كي يبقى خالدًا؟
في جفرا…
كل مقعدٍ يملك ذاكرة،
كل كأسٍ يملك اعترافًا،
وكل دخانٍ يعلو من نرجيلةٍ
هو صلاةٌ مرتبكة تصعد نحو مجهول.
وأنا…
أصغي لصوتك المبعثر بين الحشود،
أفتّش عنكِ في صدى الزجاج،
في ارتعاشة الضوء على كتف عابرة،
في الظلّ الذي يسير ولا يعترف بخطاه.
أراكِ
كأنّكِ سرّ الوجود يطلّ من نافذة الجسد،
كأنكِ السؤال الذي يرهق الفلاسفة،
والجواب الذي يتهرّب كلما اقتربتُ.
في جفرا…
أفهم أن الحب ليس عاطفةً فقط،
إنه فخٌّ يُلقي بنا خارج الزمن،
نصير غرباء عن العالم،
لكننا نصبح جزءًا من قصيدةٍ
تكتب نفسها بنا