حاوريني…!
كما تحاور الطيور بعضها، برقّةٍ وهدوءٍ جميلين.
خاطبيني،
كما يحلو لطائشٍ مثلي،
عانقيني،
كعناق السُّحب لقمم الجبال.
اهمسي بصوتكِ الخافت:
“أنا أحبّكِ”،
ليتثلج قلبي كقنينة ماءٍ في أعماق المحيط.
أقتربُ نحوكِ،
بخفّي قدميّ،
كـلصٍّ مشاغب، يحاول استراق قنبلةٍ بلا نونها،
كمن يبحث عن النور وسط عبء الظلام،
وعن البسمة في كآبة النصوص.
تفوهّي بشفتيكِ الجمراويتين،
تحدّثي عن كل شيء،
حتى يملّ الكلام منّا.
أحدّق بعينيكِ باستمرار…
فهما دليلي الوحيد في متاهة الضياع.
فلذّةُ كبدي،
واسيني كما تواسي الملكةُ رعاياها،
فإنني حزينٌ كئيب،
ضاق بي الهوى،
ولا دواء يجدي…
فـ وحده الحنان يشفي.