حاولت كثيراً/بقلم: سكينة شجاع الدين (اليمن)

حاولت كثيراً أغمض عيني عن هذا اليوم
من البارحة وأنا أخرس كل هواجس الذكرى
أبحث عما يشغل حركة لهفتي
ومشاعر تضج بي
قلبي متسارع الخطو

نحو لحظة لايريد أن يتخطاها أبدا
مهما تنوعت اهتماماته
في زاوية تلفها العتمة
وطرف خفي يذرف دموعي بصمت
أدون بلا جدوى
الهو بكل حكايات أطفالي وجاراتي العادية جدا
بلا جدوى
هناك في مكان قصي
تظل محفورة ذكريات
لاقدرة للقلب على تجاهلها
انتظار وصولك ليلة البارحة
تهيأت جدا لاستقبالك
وجمعت كل المحبين
لعلمي بفرحتهم بقدومك
تمر الساعات
وينقضي الوقت بطيئا
وأنا في خانة الانتظار
اتلوى قلقا
لست على يقين بشيء
لكنها المرة الإولى
التي استحث أخي
ليوافيني بأخبارك في رحلتك إلي
أنا هنا وكل نبضي كان متقدا لديك
انتظرت طويلا
حتى قيل أنك وصلت مشارف صنعاء
كنت الأكثر لهفة
لا أعلم لما كل ذلك الضجيج ينتاب صدري
لم أبح بما يعتري صدري
عادوت الاتصال
ليقال أن حالتك ساءت
لابد من وصولك إلى مشفى
للاطمئنان عليك
وعلينا أن نلتقيك هناك
خرجت محتشدة بكل لهفة اللقاء وأشواقها
استعجل الوقت في العبور
و أرجو أن يحلق أخي
في الأفق لنصل أسرع
هناك حيث نجد الجنة في انتظارنا
ونحن نترقب كلماتها عند رؤيتنا
وعتابها الحنون لتأخرنا
كنا نسير في ممرات المشفى بلا وعي
لكل من حولنا وماحولنا
فقط نريد رؤيتك
سبقت أخي
ووجدت دلائل عثوري عليك
أخواي يتحدثان واقفين
لاعلامة على وجودك إلى جوارهم
سوى سرير متهالك
ظننت أنك متعبة حد الإغماء
لذا لم تنتبهي لحضوري
وصلت إليهما أسأل عنك
وأنا أحمل ثقل روحي بين جنبي
لهفة تسبق إصرار السؤال
واحتراق يشب من وقت لآخر
هنا في هذه اللحظة
وفي هذا التوقيت منذ عامين
صمت كل شيء في داخلي
سكن كل مايتعلج في حناياي
وتاهت خطاي رغم عقلانية تحملها
بقايا ذات كانت تقف هنا
مرددة نفس السؤال
أين أمي مالي لا أراها معكم ؟!
هل حالتها تستدعي غرفة أخرى ؟
كانت الإجابة من فعلت بي كل ذلك
هنا ألا ترينها
من يتبادر لذهنه أن جنته
غادرته بكل ذلك الصمت
بكل ذلك السكون
بكل هدوئها المعهود في الحياة
كيف لعقلي وقلبي استيعاب
ذلك الخبر وتلك الفاجعة ؟!
كيف لعيني أن تنظر إليك وأنت لاتبادلينها تلك النظرات الحانية المبتسمة شوقا ودفئا؟!
فتح أخي على وجهك وليت عقلي
وقلبي استوعبا مارأيت
هنا توقف كل نبض
وسكنت الحياة حولي من كل وجيب
وخارت كل قوى العوالم في صدري
وأظلم كل شيء
أضحت العتمة ملاذ حالتي
تمر علي اللحظات ثقيلة
وأنا أصرخ ولا قدرة لي على تحديد
أي زمن كنت أصرخ فيه
وأي طاقة نضبت من جسدي
ولا أعي من أمسك يدي من طيش الخنوع
تاه العقل والفكر وهامت كل جوارحي
في وجهك المسجى
وجسدك الممتد على مدار عمرا كاملا
عشت لك وفيك وبك
كيف لي أن أنسى ؟!
وكيف لقلبي أن يسند ما مال منه
ويجبر كسر ما انكسر منه ؟!
وكيف لجبر أن يعوض فقدك ؟!
أمي لا اتخطى لحظاتي
قلبي لازال يئن بحنين مكلوم
وصدري غصة لامدار لاتساعها
كل ما مضى الوقت ظننت
أني تعافيت من وجعي
لكن مايدفن في مكان خفي
وتلك الجثث التي أطلقها
من الصبر والنسيان ليست إلا مسكن
ليهجع لوعة نفسي ولوعها
ليسكن وجيبها
الذي يكسر حدود المكان والزمان
ويكاد يقفز من صدري
عله يصل لما يبتغي
بلا جدوى
صدري
قلبي
هواجسي كلها
مليئة بك
لامقام فيها لسواك
ولا حياة تطيب بعد رحيلك
مهما حاولت التلهي بكل مشاغل الحياة
إلا أنك أخذتني مني عنوة
وتركت جسدا بلا روح
وحياة خاوية لايكتمل معناها
ويملأها تامة غير ذكراك

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!