أنا لا أمشي على الأرض،
بل أحومُ في كواكب متمرّدة،
أشدو بصوتٍ مبلّل بالحكمة،
وأرافع باسم الحرف،
أكسب القضايا بالفاصلة… وأُنهيها بنقطة.
اليوم، تم افتتاح “مكتبة الزهراء العامري” رسميًا.
عالميًا… لا محليًا.
مكتبةٌ كُتب كل كتابٍ فيها خلال شهر،
لكن كلّ كتابٍ منها…
احتاج قرنًا ليولد في فكرٍ غيري.
في ممرّات مكتبتي:
العبقري يتواضع،
النسونجي يُصفّق للأنوثة الفكرية،
المدمن على التيك توك يجلس لأول مرة بلا هاتف،
والمتوحّد؟
يتحدث إلى الكتب كأنها رفاق طفولته.
سألني أحدهم بدهشة:
“ما السر؟ كيف كتبتيها؟”
فأجبته بثقة:
“أنا لا أكتب… أنا أفتح عروق الفكرة، وأسقي الأرض بالحرف!”
مرحبًا بكم في مكتبتي،
التي لم تُبهر القارئ فقط،
بل أربكت برامج الذكاء،
وجعلت جوجل يطلب إذن الدخول!
وصوت كتبي…
يُلوّح في الأفق.
ولكن هناك أيضًا… رؤية!
أعدتُ مجد الحضارة اليمنية،
لكن بصفقة ثقافية راقية:
تراث ومجد وحكمة.
تربّعتُ عرش بلقيس من جديد،
وأعلنتُ اليمن جمهورية الفكر وملكية السيادة.
في جبل ردفان فتحتُ خزانة قارون،
وأعدتُ ميزانية شعبي
بالعملة الفضية والذهبية.
وداعًا لعملات الحديد!
رأيتُ السُيّاح يتوافدون إلى دار الحجر،
باب اليمن، مطار صنعاء،
يمرّون بجسورٍ جميلة،
وفنادق شاهقة تعانق شواطئ الحديدة،
ومرافئ عدن وصيرة تداعب الحضارات تألقًا،
و”قلعة القاهرة” في تعز تتغنّى:
“آه يا تعز… يا عَلامة!”
وكيف لا؟
وصوتها يُثير الغيرة في قلوب البشر!
أعدتُ مجد سبأ،
ووقّعتُ حضارة الزهراء باسمي.
وانطلقتُ أخيرًا…
بطائراتٍ لا تُقاتل، بل تُحلّق فوق عواصم القهر،
تحمل الكتب بدلاً من القنابل.
وقبل كل هذا…
أخذتُ الهواتف من أيديكم،
لا منعًا، بل احترامًا لعقولكم.
خصصتُ لها ساعات محددة،
وتركتُ لكم في كل زاوية كتابًا
من مكتبتي…
ليسرق منكم الوقت،
لا ليضيّعه،
بل ليصنع مجدكم القادم
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية