القصيدة تلوكُ شكّي كعلكةٍ
تركتُها على كرسيّ غيابكِ
وأنا أفتّشُ في نواياكِ
عن صيغةِ ماضي
تعترفُ أن المجاز
لم يكن يومًا بديلاً نافعًا
عن سُعالٍ تقطّرَ من حنجرتكِ
حين نظرتِ إليَّ فجأة
وكأنّكِ لم تتركي كلّ التأويلات معلّقة.
أعدُّ شنطَ الكلامِ
وأضع فيها
تعويذةَ خيبةٍ
كنتُ قد علّقتها
على خصرِ كلمةٍ
رشيقةٍ أكثر مما ينبغي
ثم نسيتُها في جيبِ الردّ المتأخرْ..
المفاجآت
هي فقط
نسخةٌ ملونةٌ من أعذارنا المتأخرة
قاسيةٌ،
تحترف إرسال الوضوح
في ظرفٍ يُخفي العنوان.
أنصتُ لبحةِ الهواءِ في رسالة صوتية
لم ترسليها
ثم أشكُّ:
هل نحن سمعنا بعضنا
أم تكلّمنا بلغتين،
وكان ساعي البريد أطرش؟
الوردةُ التي وضعتِها على النافذة
ذبلت حين شهدت
أنّ النافذة ذاتها
استخدمتْها الريحُ كمنفذٍ لشتيمةٍ
دخلتْ البيتَ بسيقانِ ندمٍ طويل.
,
,
,
أنتِ
دائمًا
تستطيعين صياغة القرب بحجم فخ
وأنا
دائمًا
أتعرّف على الفقد قبل حدوثه
لأنّ خطواتكِ
تُحدِث صريرًا في روحي
حتى وأنا أكتب شعرًا عن غيرك.
حين جلستِ وكنا نزدحمُ
في ضوء المكتبة
كنتِ تضعينَ ساقًا فوق ندبة
وتقولين:
“الحب حالة”..
وأنا كنت أُقشّر جُملتي من القَبول
كأنني أعدّ جسدي لبترٍ رومانيٍّ
مُحتمل.
قطع السكّر في فنجانكِ
ذابت في كأس الدهشة،
لكنّ فمي كانَ مشغولًا بمراجعة النُّطق
لأنه شعر أن القبلة
مثل الكلمة
حين لا تُقال في توقيت مناسب
تموت من فقر المعنى.
وصلتُ
إلى نهايةِ القدرة
على تبرير تنشيط الأشواق
في ذاكرةٍ
تمتلئُ بالتنبؤاتِ الخاطئة.
,
,
,
وكلّ مرّةٍ
أفتح لكِ بابَ القصيدة،
تدخلين منها…
كي تسرقي عنوانها…