يقولها للغياب
لا يقول إلا الحقيقية:
لطالما لوى عنق الأمواج
رمل الشاطئ
وارخت رفرفة النوارس الجناح
فوق شفير الظلمة
وانتهى التحليق داخل أعشاش الغروب
حيث جرح الشمس نجيع
يصب غزيرا فوق شفتي
الأفق
كل ماعدى النهايات
أكذوبة مفتراة
حبكت تفاصيلها ثنايا السراب
عند انبلاج العطش
كل صباح يخشى التقرمز
بالغسق
حين تترب السماء وجه الضوء بغبار المغيب
وتزرع الأرض بالبرتقال وزنابق سود!
وتغني صغار الغيوم في وجهها قصائد الانتهاء على مسرح القافلة !
والقافلة تسير الهوينا متعثرة
في خطى قافلة!
قد تكبو كذلك في ظلال الرمال
وهي تحث الخطى باحثة
عن شريد جديد تبيعه في سوق النخاسة
ليعمل لدى عباقرة السياسة!!
في رتق نعال السيوف
وتنظيف زجاج الإبادة من بقايا الدماء!
أو لعلها-القافلة- تعثر لها في مصب
الممرات عن لقيط تائه
من عصور الجليد
يتم توظيفه لدى العلماء
كحيوان تجارب !
وكل شرِيدٍ شَرُودٌ في شُرُدِه
يبحث له عن نجاة
عن احتواء
في قارعة من طريقٍ دفيئة
محجوبة عن عيون العسس
وسعار الخفافيش!
يرتمي متعبًا في حضنها
هاربًا من القارعة المريعة
إلى حين
ليدون بين يدي صمتها
مذكراته عن النكران
وعصبة المستنكرين
بحروف التساقط
في أوراق خريفية ذابلة
وقصائده الخافتة الأضاءة
في توصيف الحياة كيف صارت اصطبلات الخيول فيها مقرات للسكون
وعن بشر تنتحل العيش
بالحيونة أوبالجنون الحنون
والموت حين يموتون
يموت الجميع حيارى
كما تموت الأماكن
بتفاصيلها المبهمة
ونقاط ختامها المغبشة
الكل يمضي حثيثًا نحو انهصاراتهم وابتلاع السواد..
مع اختلاف الطريقة
وتباينات الطرق