الخزمة
خيْطٌ لِقِيَاس استقامة الجدار.
أبي كان بنّاءً..
و أنا سكّير “بعيد عن الخزمة”:
كلّما اتّكأت على جدارٍ, مالَ بي.
***
“المطرقة”:
كؤوس تهدم سقفا للأحلام بناه أبي برأسي.
هكذا تدعو لي أمّي بالهِداية,
كلّما أخبرتها أنْ لا سقف للسّكارى يمنعنهم من إبصار الشّمس في السّماء ليلا.
في الحانة,
دعا النّادل لي بالهداية أيضا…
طردني..
حين أخبرته أنّه يقدّم لنا الفلسفة في طبق!
و أنّ شارِبَيْه يشبهان شاربيْ نيتشه!
الغريب أنّه لا يعرف “حديث زاردشته”!
الغريب أيضا أنّه اتّهمني بالابتعاد عن “الخزمة”,
و بأنّ الحائط مال بي.
***
الآن –فقط- صرت أعرف أنّ الفلسفة لا تُقدَّمُ في طبق,
و أنّ لا شاربيْن يكفيان لتصير نيتشة.
صرت أظنّ –كذلك- أنّ النّادل عمِل مع أبي في حظيرة البناء…
و ربّما..ربّما..
بنى سقفا لأحلام أبنائه.
هذا –طبعا- سبب كافٍ ليكره المطرقة, و ليحبّ “الخزمة”.