إلى روح الفقيد الرفيق الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي
مات ملتزما بالقضية في وطن لم يعد وطنا
مات في زمن بارد كالتحايا
وفي بقعة تتشقق مثل زجاج المرايا
وغادر أيامنا ومضى
خسر الشعر نكهته
والقوافي تنوح وتلبس ثوب الحداد
هنا أي حزن أطل على الحرف
أي أسى يتغلغل في كلمات الأغاني
وأي رنين سيعقب موت الرنين !!!
اذن مات نبع الحروف
وغادر في برد صنعاء
ألقى السلام الأخير
وودع أيامه
ومضى صوب خلد الجنان
أرى الحزب ودع قامته
وأرى الشعر ودع هامته
والمآقي تولول ترخي لدمعتها قبضات العنان
هو لم يكن خائفا من صنوف الردى
واجه الموت والسجن والجوع في طرقات المدى
وبنى قبة من بريق المنى فوق قطر الندى
سكب اللحن في ساقيات المكان وداخ الصدى
فتراقص شوقا إلى الضوء
وانبجست أعين الشعر رقراقة في ممر الزمان.
القصائد ثكلى
والجرائد خجلى
وسلطانها غاب في خفة واختفى
فاسكبوا يا رفاق دموع الوفاء
أقيموا العدالة في بلد غارق في الحروب.
كان يعشق أيلول
يكتب من فوق باص الجماهير
أرخ بالفن مرحلة الجبهة الوطنية
غنى لحلم التوحد
أسقط من دون حرب ب” نشوان ” بعض القلاع
وكان يتوق الى الحب والعدل
والحلم اليمني الكبير
ومات وأوصالنا تتقطع
والناس نازحة كالرماد
وقلب الحكومات من معدن صدء
والرفاق يئنون
والحرب ما بين كر وفر
وكاسحة اللغم مرهقة في الدروب.