ذاك الواقف في منتصف
التعب…
يحصي قوافل الخيبات
بأصابع التناهيد،
ذاك الجالس فوق هضبة
الشرود
يلوك العابرات
ويتلمظ طعم الوجع،
ذاك القابع في رُكن النسيان
يتعكَّز على صبره
بعدما كسر العالم رجله،
ذاك الذي يغني ويرقص
عارياً بين فكي الغياب…
يراود المسافة عن نفسها
في عيون المستحيل،
ذاك اللص الذي يسرق غناء
العصافير من جيب الصباح
ويخبئه بين أصابعه،
ذاك الذي يرهف السمع للنوارس
وهي تذيع وصايا غرقى البحر
للصيادين،
يركل رمل الشاطئ
في وجه الموج
كأنه يعاقب البحر،
ذاك العاري من ذاكرته
لم يكن إلا شاعراً
يهز جذع الجنون
ليُسقِط عليه الخيال
قصيدة.