في الخريطةِ شقوقٌ لا تلتئم،
وفي الرملِ وشايةُ خنجرٍ
يُخبّأ تحت عباءةِ الود،
في المدى…
صدى خُطى الغادرين،
وفي المدى أيضاً،
شهقةُ وطنٍ يُغتال كلّ فجرٍ
باسمِ الأخوّة.
تتسلّلُ الريحُ
من ثقوبِ الجدران،
تحملُ معها رائحةَ المؤامرة،
وتنثرُ على العتباتِ
رسائلَ لا تُقرأ،
لكنّها تُفهمُ من وجعِ الأمهات،
ومن ارتجافِ المآذن،
ومن ارتباكِ العصافيرِ
في أعشاشها.
في كلّ زاويةٍ
عينٌ تترصّد،
وفي كلّ حكايةٍ
ظلٌّ لا يُشبه الراوي،
وفي كلّ وطنٍ
تنهيدةُ خيانة،
تُكتبُ بالحبرِ الأسود،
وتُوقّعُ بأصابعٍ ناعمةٍ تلبسُ الذهب،
لكنها تغرسُ السُمَّ
في رغيفِ الجائع.
من الخليجِ إلى الأطلسي،
تتكرّرُ الحكايةُ بأسماءٍ مختلفة،
لكنّ اليدَ واحدة،
والسكينُ واحدة،
والدمعةُ واحدة،
والقبرُ واحد.
في الخرائطِ
أوطانٌ تُباعُ في المزاد،
وفي الكواليسِ…
تُرسمُ نهاياتُ الشعوب،
وفي الظلالِ…
تُنسجُ خيوطُ الفتنة،
بخيوطٍ من ذهبٍ مسموم،
تُغري وتُفني.
لكنّ الأرضَ تحفظُ الوجوه،
والتاريخُ لا ينسى،
والأطفالُ الذين كبروا
على صوتِ الانفجارات،
سيكتبون يوماً،
أنّ الخنجرَ الذي غُرسَ في الظهر،
لم يُفلح في قتلِ الحلم،
بل أيقظه.
وللتاريخِ ذاكرةٌ
لا تُصابُ بالخرف،
وللأيامِ دفاترُ تحفظُ الأثر،
وسيروي الغدُ،
للأحفادِ والأجيال،
أنّ هناك من لبسَ عباءةَ العروبة،
وخنقَ
بها
الأوطان.
سيُكتبُ في الهامشِ المظلم من كتبِ التاريخ،
أنّ دويلةً صغيرةً،
أرادت أن تكونَ عظيمةً بالخيانة،
فكانت الأسوأ،
وكانت الخنجرَ
الذي لم يُصقل إلا لظهرِ الأمة.
لن يرحمها التاريخ،
ولن يغفر لها التراب،
وسيبقى اسمها،
وصمةً في جبينِ الذاكرة،
تتناقلها الألسنُ
كحكايةِ خيانةٍ لا تُنسى،
وعبرةً لكلّ من ظنّ أن المالَ
يُغني عن الشرف،
وأنّ القصورَ تُخفي رائحةَ الخراب.
سيُكتبُ في الهامشِ المظلم من كتبِ التاريخ، أنّ دويلةً صغيرةً، أرادت أن تكونَ عظيمةً بالخيانة، فكانت الأسوأ، وكانت الخنجرَ الذي لم يُصقل إلا لظهرِ الأمة
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية