يأتي الحنينُ كرائحةِ المطرِ
على زجاجِ الذاكرةِ..
رطبةٌ.. بعيدةٌ..
تمزجُ بين عطورِ الأمسِ والوجعِ.
حيثُ كنّا نستظلُّ تحت مظلةٍ واحدةٍ..
نخطُّ على الضبابِ
أسماءنا..
ثم يغسلها المطرُ..
وتنساحُ كالحلمِ..
الآن..
حينَ يهطلُ المطرُ..
تعودُ الرائحةُ ناقوساً..
يدقُّ في أعماقي..
فأسمعُ صوتكِ..
وأراكِ تمشينَ في قطراتِ المطرِ..
كطفلةٍ مترنحةً..
كأنكِ لمْ تذهبي..
ولمْ تعودي..
وأبقى..
أستشعرُ الرطوبةَ في كفّيَّ..
وأعلمُ أنَّ الحنينَ..
مطرٌ..
لا يبرحُ القلب..