ربما كل المشاعر هاجرت؛
وحملت شيئًا من شجوني،
وبعضًا من ثرى القلب.
حاولت ألملم ماتبقى مني؛
لكني عدت متقهقرا،
ربما الأحلام رحلت لكن يعتلينا ارقٌ، سهادٌ، انتظار؛ فمن آين تعود تلك الأحلام؟!
ربما كل الحقائب حُمِلت،
مُلئَت بعطور ملابسهم.
غادرونا احبتنا، ربما حملوا حقائبهم؛ عطورهم،
وكل نبضاتهم لم يبقوا لنا سوى ذكرى.
ربما كل البلابل طارت،
وحان موعد أفراحهم، وتزاوجهم، ربما سيقضون أشهرًا في شهد تكاثرهم.
وهناك عصفورة على غصن يابس، تتوسد الدمعات، لم تلحق الركب،
ربما انتحبت تغاريدها وهي تجهش بالبكاء.
ربما جفت الكلمات، وانسكب مدادها على بساط موت الشغف، لم تعد تأتِي،
لم تعد تجدي،
ولم يعد القلم يهذي،
امسى وحيدًا؛ كيتيم رحل أباه قبل ان يولد.
ربما امشي على أرضٍ عطشى،
متشبثة أقدامي بها؛
هي تشبهني؛ لا نهوى السفر،
هي عنيدة -كعنادي- نأبى الرضوخ لمشيئة القائد،
وتوجه الطيار،
ومشيئة الربان،
ربما سيرحل السكون،
ويرحل الربيع؛ لكن مازال صدى صوتي، وحفيف الخريف يدغدغان المكان.
لربما عاد -ذات مساء- لأحبتي “المشاعر، والنبضات والشغف والحقائب والكلمات والأحلام والقلم والبلابل والسكون، والأرض.” فيسمعونها.
ربما عادوا ذات مساء…..
او ذات ربيع..