لصحيفة آفاق حرة:
رجال حتا (مدينة تابعة لإمارة دبي)
(الجنود المجهولون)
بقلم: المهندس قاسم الحوشان عياش.
ليست حتا بطبيعتها الجميلة فحسب بل يكمل جمالها طيبة أهلها وكرمهم .
أصدقائي الأعزاء :
كلما رأيت رجالاً ناجحين تجدْ لهُم في برِّ الوالدين نصيبْ .
أهلنا في حتا انسانيون قبل أعمالهم الانسانيه .
مؤمنونَ بأن من اهم اسباب انسانيتهم هي سعادتهم في الانفاق لإسعاد من تكالبت عليهم الخطوب …..إنَّ لهم عيناً ترى الأجملْ …..وقلباً يغفرُ الأسوأ ….وعقلاً يفكرُ بالأفضلْ …..وروحاً يملؤها الأملُ بأن الله سيزيل كل كرب أصيب به أيٌ من أصدقائهم ومعارفم وأهل بلدهم الجميلة حتا ….
فإذا جاءهم المهمومُ أنصتوا ….وإذا جاءهم المحتاجُ أنفقوا …..وإذا قصدهم المعتذرُ صفحوا …..
(إنكم ياأهل حتا ممنْ نجدْ في أخلاقكم آية)
اعذروني رجال حتا وكافة أهلها لمْ اجدْ بينَ حروف الكلمات ماأفيكُم بهِ حقَّكمْ ……فجزلُ الكلماتِ تعتذرُ أمامَ تواضعكُمْ ونبلُ افعالكُم ونبل هممكم الخيرة ونبلُ أخلاقكم……
لقد جمعتُ اوراقي التي تغيَّرَ لونها ……وبَهُتتْ حروفها ….وتاهتْ سطورها ….في تقييم الأشخاصْ …..وفتشتُ فيها وقرأتُ في صفحاتها…… وكذلك عبرَ وسائلِ التواصل الإجتماعي فكنتم أول من تصدر صفحات الخيرفيها .ياأهلنا في حتا .
قال الشاعر :
معاذ بن إبراهيم الجعفري
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ.
● ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞ
ﺗﻘﺿﻰ ﻋﻟﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ.
● ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦّ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ
ﻣﺎﺩﻣﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﻭﺍﻻﻳﺎﻡ ﺗﺎﺭﺍﺕ.
● ﻭاﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ.
● ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ.
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕ.
أصدقائي الأعزاء :
في مقلبٍ آخر أجد اغلبَ المقييمين يطرحونَ اسماءً من الرجال عديدةً ومن مختلف الاعمار والمراتب …….وللأسف لم اجد بينهم من يفرِّقْ بين رجلٍ وضعَ رفعةَ مجتمعهِ بين عينيهِ ومد يد العون لمن قست عليهم الأيام بسبب قساوة الحروب والظروف …..وقيَّموا ايجاباً رجالاً آخرين وضعوا مصلحتهم الشخصية هدفاً لحياتهم ……
ولا أقدِّمُ على اللهِ احداً ….ولا انتقصُ من قيمةِ أحدٍ ….ولكن لكلٍ مَنْ يُقَيِّمْ منظارُهُ الذي ينظرُ من خلالهِ ….الى الأشياءِ والى الاشخاصِ ….وحسبَ قناعتهِ ووفقَ تفكيرهِ ….وأحياناً حسبَ مصلحتهِ؛ فينتقي رجالاً لاتتحاوزُ معارفهُم جدرانَ بيوتهم ….ولمْ يقدِّموا لمجتمعهِم أيةَ خدمةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ، لكنهُم أثرياء بمالهِم وأنانيتهِم …ولمْ يكونوا أثرياءَ بما قدَّموا لأبناءِ بلدهِم، وإذا تمحصتَ وسألتَ عنهُم لقالَ لكَ الجميعُ :
سلبوهم هذا التقييم وقالوا بحقهم انهُم كانوا كذا وكذا ….حتى الصلاةَ لايعرفُون سُنَنَها ولا حتى أوقاتها …..
في حين أجد الرجال الرجال
أنتم ياإخوتي أهل حتا اياديكم بيضاء للخير
مثابرون على الصلاة صوامون قوامون لاتفوتهم نافله .
أصدقائي أعزائي :
خير الجيران عند الله خيركم لجاره، وخير الناس خيركم لأهله وأبناء بلده وأبناء البلاد المنكوبة من إخوانه العرب .
وأنتم أصدقائي أهل حتا ممن كانتْ قاماتهمْ عاليه في حب الخير…. لم تسلَّط على افعالكم الاضواء …..مع علمي انكم تنفقون حباً لله وكرامة رسوله لاتعلم يسراكم ماتنفق يمينكم
من هنا اردتُّ إطراءكم بهذه العجاله ومن بينكم وخالد أبو الحارث وعلي أبو عبد الله وناصر أبو عبد الله وأبو مبارك وعلي الهاشم أبو هاشم وأبو ذياب وأبو يوسف وسلطان الشحي ابو خليفه وخالد ابو مايد وأحمد أبو خالد وأبو سلطان اليماني .واعذروني ان لم أذكر الجميع لأني سألجأ الى دائرة نفوس حتا لؤكمل الأسماء واعتذر منكم جميعاً، وأعتقد أن الكثير منا ومنكم اصدقائي ومعارفي ومعارفهُم ومعارفكم قرَّائِيَ الكرامْ يوافقني هذا الرأي …..
فالفضيلةُ والثروهْ ….ثِقْلانِ في كفتيْ ميزانْ….. لاترتفعْ إحداهما دونَ أن تنخفضْ الأخرى …..وأصاحبنا أهل حتا حفظهُم اللهُ ورعاهُم ….ارتفعتْ كفَّةُ الفضيلةِ عندهُم على حسابِ الثانيه، والحمد لله .
فهمْ مِمَّنْ عَذُبَ لسانهم فكثُرَإخوانهم، لايتوانون عن حبِّ الخيرِ ولايبخلون بهِ
ولا يبخلون بجهدهِم ووقتهِم وصحتهِم لزيارة كلِّ من هوَ بحاجةٍ اليهْم .
استفاقوا على ليلهِم فأحالوه نهاراً….وألهبوا نهاراتهِم بضميرهِم الحيْ …..وقلبهُم النابضُ بالحيوية ….ففتحوا الأبوابَ.. وأشرعوا النوافذْ….ونصَّبوا من أنفسهِم خصماً عنيداً لأوجاعِ أهلهِم وابناء جلدتهم من اصحاب المحن من اخوانهم العرب…. وبؤسهم وآلامهمْ…..ورسمَوا جداريتهم ُالخالدة في نفوسنا ونفوس أبناء بلداننا المنكوبه.
فيهِم منَ الوجدانِ والشوق لأهل بلدهِم وجيرانهم وحبهِم لعملِ الخير….مما حمَّلهُم وزرَ الآلام …والأوجاع ….التي عانى ويعاني منها أهلنا …..لقد كنتُم ياأصدقاءنا ….يختاً قادراً على حملِ البحرِ يامن كنتم محيطنا .
حتى أخواتنا نساءُ حتا حفظهن الله ورعاهن كما حدثتنا زوجاتنا واخواتنا وبناتنا ممن زرن تلك الأمهات زوجات أصدقائنا في بيوتهن أنهن ورثنَ الطيب والكرم العربي الأصيل كابراً عن كابر من أهلهن ومن بيوت أزواجهن .
دمتُم بيرقاً خفاقاً في خدمة المحتاجين والمتضررين والأرامل واليتامى من أهلنا وأهلكم . .
دمتم ذخراً وسنداً لكل محتاج وحفظ الله لكم بلدكم وعلى رأسها أصحاب السمو شيوخ الامارات .
دمتم ودامت ايامكم وكل أوقاتكم بالخير أهل حتا الكرام وأهل الإمارات كافةً الأعزاء على قلوبنا جميعاً
ودمتم أعز الأصدقاء ياأصدقائي.
“دوار في مدينة حتا”
….
دبي. الإمارات العربية المتحدة