بعيدا عن لعنة إبليس ..
سأختارُ بحري ويابستي
عشائي ونوعَ دخاني
سأختارُ حريةَ سكني
بعيداً عن الابطالِ والجحيمِ ومتاهاتِ العبورِ
في القلعةِ السومريةِ
والرماديةِ وخارطةِ البلادِ ..
سألونُ راياتي
غرائزي وأفقي
ضبابَ حُرّيتي وساعاتِ ضَجَري
على أريكةِ المساءِ..
ساشربُ ثُمالة الجنونِ
بعيداً عن أبي نؤاس
نخبَ الجروحِ والندمِ
والشعرِ والندى والخلودِ…
سأرقصُ فوق رصيفِ تصحّري
ورفوفِ صمتي
سأملأ الفضاءَ هتافاً
بعيداً عن اسطورةِ الرافدين
بعيداً
عن الضوءِ ورحمِ الذكرى وبوحِ السماءِ
بعيداً عن هذياني
ومحرقةِ التوحشِ والانعتاقِ..
سألحقُ بسفينةِ نوح
المثيرةِ للجدلِ قبل أن تُغادرني
سألهو بلهيبِ الضميرِ وحممِ العربداتِ ..
سألعبُ لعبةَ القنصِ
وأزورُ مقابرَنا
سأعترفُ لأشلاءِ الضحايا وفتنةِ الليل ِ
عن متاهاتِ الخلاصِ والنوايا..
سأمرّرُ غيمتي على سحاباتِ الهطول ِ
والآلهةِ عشتارَ
وبلاهةِ الدراويشِ
وبَخورِ العشقِ…
سأستحضِرُ وجهَ الحبيبِ
وأُراوغُ المعاصيَ
وشهوةَ الشمسِ..
سأدقُّ جرسَ الفضيحةِ في مُدني المستباحةِ
وأبشرُ بالحريقِ ومخاضِ الأُمّهاتِ المبتوراتِ
وتواري حممِ الاجسادِ
والتراثِ ومفترقاتِ الحسرة ..
سأهتكُ أشباحاً
تتبعُ موجاتِ قصائدي
وأفتحُ بابَ الريحِ ..
سأحقّقُ عشقاً
بينَ وهمِ الحلُمِ وصدرِ شاعرٍ
لتغمرني الفرحة
بعيداً عن اليُتمِ والنحيبِ وحبلِ المِشنقةِ
ودفءِ القصصِ القديمة
ودَبقِ القضيةِ والشرودِ..
وبانتهاءِ المدنِ
وهمودِ الحرائقِ
واحتفالاتِهم
سأرحّبُ باللحنِ وهديلِ اليمام ِ
أرحبُ بصَحوتي المتأخرةِ…