بحجمِ ارتشافِ الهواءِ الملوّث
يبيعُ ” العواضي”
ويزدادُ طُلاّبهُ كل يومٍ
ومدخولُهُ كلّ يوم يزيد
على بسطةِ القاتِ فيما يرام
بكفتيريا “السامعي” الهواءُ
يكونُ مُلوّثْ
ويزدادُ من يطلبون الطعام
يُدخِّن في كل يومٍ بعشر،
وعشرين ليلة يوم الخميس
على قدر تدخينهِ في الصباح
وإحراق أعصابهِ في المساء
يُعامل زوّارَه باحترام
ويصرفُ باكت أو باكتَين
بأخطارها يستهِلُّ المحاضِر
وينصح طلاّبَه بالحذر
ويدعمُ ما قالهُ بالصوَر
يوضّحُ أضرارها المُهلكات
ويُخرِج من جيبهِ واحدةْ
ويشعل أنفاسَهُ في الدوام
بأنواعِها-الماركات- القِدام
بأصناف أشكالها الأُخرياتْ
باختلاف أصابع من يمسكوها
بنوع الشهيق الذي يشربوه
قصيرٌ/طويلٌ
وأوقاتها، واتساع الرئات
باختلاف المعالمِ والباكتات
وأحكام من يصنعون التُّهَمْ
في الحلالِ/الحرامِ
وتوزيع أضرارها الجاهزات
من النسخِ واللصْقِ
بتحديد نوع البلى والألم
وكل المحاذير والتوعياتْ..
ـ تعيشُ لأصحابها المُدمنين
ولا تكترثْ للكلام الـْ يقال
بكل اللغات
ولا للحرام ولا للحلال
تعيش بألوانها المُغريات
بكل الظروفِ
بصندوقها المستطيلِ الكبيرِ
وتُدعىٰ ” عروسةْ”
بتوقيت من يشربون السجائر
يُخَيّم صمتٌ
وينهي على الشاربين الكلام
على الطاولةْ،
في انتظارِ الغداء،
وحينًا مع الشاي و”الدمينو”،
وفي جلسة القات والانسجام
بغمزات أعينهم للدخان
تكون الخطورةُ إغلاق أفواههم بانتظام
وأفكارهم تستطيع الرحيل
بلحظة عُمقٍ
تُترجم قُبْلاتِهم للنسيج
ورشفاتهم يا سلام.. يا سلام.
بكل المزايا
وكل العيوبِ،
بحجمِ التلوثِ
حجمِ السعادةِ للمدمنين
وجلبِ الزبائن،
نوع الشهيقِ
ونوعِ العروسةِ..
أنا لا أُدخِّن…!
وأشتمُّها
في الصباحِ المساءْ
وأبحثُ عن دورها في الحياة
وعن دورها في النماء
وعن دورها في اكتساب الثباتِ
وفي فتحِ أبواب هذي السماءْ
أفتشُ عن دورها في الغروب،
وترتيب مفتاحها للفَرَجْ.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية