شــــيء /بقلم: راجح مهدي المحمدي

من الوجه القاتم
أتى الوجع
الوجع
الذي إصطحبناه
من الرصيف
إصطحبناه
من ذات الشارع تقريباً
الذي نبذناه
وظننا بأننا عدلنا مزاجه
وروضناه
نقفل أوراقه القاتمة
نُؤرشف آهاتنا القديمة
على رفوف التسامح
ندسها في أدراج النسيان
وبنا ما بنا
نهبه ورقة بيضاء
وصكاً من غباءنا.
نبتسم ونسترسل
فيراوغنا
ويتغلغل بخبث
يتساحب بأفعوانية
وينزلق
في ناحية ما
يتسرب في الشفق
ويفتك به
يختصر كل ما فيه
ويعتصره دمعة قانية
يتسلل
فنتسائل كالحمقى
نمد له حبل البلاهة
في الفراغ
ونفتح له النوافذ
فيسرقنا نحن
نفتح له قلوبنا
فيوصدها
في وجه الحياة
نحتسي أوجاعنا
ونرقص على الجمر
نركض
فتطول المسافات والوجع
نشيخ
فنكذب
أننا نولد من جديد
نضحك
في وجه الظلام
نئن
في جوف الظلام
نرسم
ملامحنا من الظلام
نكتب
قصائدنا للظلام
ونقرأ أورادها
كأنها تعوذة
نُزّيَف هويات الأمل
ونمنح صلواتنا للصمت
لنتزلف بها سوءة السواد
ونقدمها قرباناً
عند أقدام الليل الحالك
نسلم له كل شيء
وننسى أيضاً أننا شيء
نضيع
على أبواب الأسئلة القاتمة
نضيع سؤالاً
ونجيب بعنجهية
نضيع علامة إستفهام
ونمنحها توأماً من تعجب
نضيع مضموناً
ونشنق الحرف
نضيع
نقطة آخر السطر
نكتفي بالفرجة
ونضيع
ويضيع بداخلنا شيء
إسمه ” الإنسان ”

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!