كالظلّ الذي يتأخر عن جسده،
أتبع النور بشغف الأعمى،
وأرتب أنفاسي على رفوف الغياب،
كأنّ وجودي مرآة صدئة
لا تعكس شيئًا سوى خيباتي.
الوقت يتدلّى من سقف الانتظار
كثمارٍ نضجت في الخوف،
والأحاديث المتأخرة
تُسرّب صداقاتها كالماء من كفٍّ مثقوب.
علاقاتي علبٌ فارغة
أُزخرفها بالضحك،
وأعرف أنها لن تملأني.
قلبي كالنافذة،
يفتح على احتمالات موجعة،
لكنه لا يُغلق حين تشتدّ العواصف.
أصدقائي غرباءٌ بثياب مألوفة،
وأحبّتي يحزمون حقائبهم
كلّما انحنيتُ لأحتضن ظلّهم.
أُقيم مع الشكّ في غرفة واحدة،
ونتبادل الكوابيس كل مساء،
أكتبُ وجعي في دفاتر الآخرين،
وأكتم فرحي
كأنه جرمٌ لا يغتفر.
أنا.. لا أثق بالنهايات،
ولا أحتفي بالبدايات.
أخاف أن أزهر
فتقطفني يدٌ لا تجيد التمهّل.
كل علاقة أبدأها
أخبئ معها وصيّتي،
كأن الحبَّ مقبرة
لا يُزار فيها إلا الموتى .