حين تأتين،
سيتراجع الغياب خجلاً،
ويختبئ الحنين في جيب معطفكِ،
كأنه كان ينتظركِ ليهدأ.
حين تأتين،
ستُزهر الأرصفة التي أكلت قدمي،
وتغسلني نظرتكِ من تعب الشوارع،
وتعيدني إليّ، كما كنتُ قبل أن أضيع فيكِ.
حين تأتين،
سأكفّ عن مناداة الريح،
فصوتكِ سيكون كافيًا
ليُعيد ترتيب الفوضى في قلبي.
حين تأتين،
لن أحتاج إلى دفتر الوهم،
ولا إلى إزميل الحنين،
فوجهكِ سيُعيد تشكيل المعنى
ببساطة الحضور.
حين تأتين،
سأعلّق الانتظار على مشجب الذاكرة،
وأفتح للفرح نافذةً
كان مغلقة منذ أول غياب.
حين تأتين،
لن يكون الزمن عدوًا،
بل حكايةً نرويها معًا،
ونضحك على فصولها التي كادت تسرقنا منّا.
حين تأتين،
سيهدأ النص،
ويكتمل الحرف،
وتُصبح كل “ربما”
مجرد سطرٍ قديم
في كتابٍ ختمناه باليقين.