عن البيت/بقلم:عمر محمد العمودي

في البيت.. السقف سماء ميتة
_
العائلة تعرفك كما لو كنت كتابًا مفتوحًا
لكنها تجهل أمر الصفحات التي تخفيها
_
العائلة تشبه المرايا، تكشفك حين تريد أن تختبئ
_
الأم وحدها تحبّك كما لو أنك لا تخطئ
_
كل بيت فيه غرفة لا يدخلها أحد
حتى لو كان بابها مفتوحًا
_
لا يموت البيت حين ينهار سقفه
البيت يموت حين يتوقف أحد عن العودة إليه
_
الأم لا تنام إلا بعد أن تتأكد أن كل الأبناء عادوا
حتى حين لا يعودون أبدًا
_
المطبخ هو أقدم شاعر في البيت
_
الشاي لا يكون شايًا اذا تبدل الإبريق القديم
_
النوافذ الصغيرة في الممرات مثل عيون الأطفال،
ترى كل شيء ولا تتحدث
_
رائحة القهوة في الصباح أكثر حرارة وترحيبًا من التحية
_
البيت من دون الستائر أصلع
_
في “المخزن” الزمن غالبًا في عطلة
_
في كل بيت هناك قطعة معلقة على الشماعة لا يمكن إبعادها
_
خزانة الملابس تعرف كم سرًا أخفينا فيها، وكم خوفًا نام بين طيات ملابسنا..
_
الأدراج الصغيرة تحفظ الرسائل أكثر من البريد
_
لا يحزن الباب حين نغلقه بقوة
لكنه يحزن إذا لم نفتحه لمدة طويلة
_
رائحة الخبز في البيت وحدها تستطيع أن تعيدنا من أي مدينة بعيدة
_
الباب الخلفي يعرف الأسرار أكثر من الباب الأمامي
لكنه لا يملك الشجاعة ليبوح بها
_
كيس القمامة يعرف أسرار العائلة أكثر من الأب
_
الطاولة تعرف كم مرة جلسنا حولها دون أن نتكلّم
_
البلاط في الممر إذا لم يكن لونه موحدًا سيكون لعبة للقفز
_
الساعة القديمة أكثر وقارًا من أن تتعطّل
_
باب البيت يعرف عندما تخرج للمرّة الأخيرة..
_
البيوت ظلال النجوم على الأرض..
لا.. النجوم ظلال البيوت على السماء

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!