أحببتُ سيدة حروف،
تاجرةٌ تتعامل بالمجاز، وتزن المشاعر بمكيال النحو.
كلما اشتريتُ منها همزة وصلٍ لألملمَ بها شتاتي،
باعتني همزة قطعٍ تشطرني نصفين: ماضٍ يئن، وحاضرٍ تائه.
وحين أودعتُها ضمّةً على صدري،
أعادتها إليّ كسرةً في القلب لا تُرممها الأيام.
طلبتُ منها سكونًا أستريح به من ضجيج الحنين،
فأخفته عني في درجٍ غابرٍ كُتب عليه: “بَحّ” ..
وكأن كل المعاني نفدت، أو خذلتها الحروف.
ثم ما لبثت أن خذلتني،
ودفعت بفتحةٍ نيابةً عن الكسرة ،كُسرت بها قواعدي،
فسقطتُ في لجّها لا فاعل لي، ولا فعل يُسعفني.
ومنذ تلك اللحظة،
صرتُ عاشقًا بلا صرف، مرتهناً،بائسا،يائساً،
أسيرًا في جملةٍ اعتراضيةٍ لا محل لها من الإعراب،
مبنيًا للمجهول،
إلى أن تُكتب النهاية… أو يعاد تشكيل القصيدة.
