لستِ ضعيفة حتى تبادلي الإساءة بالإساءة، ولا ساذجة حتى تكوني ورقة عبور لمن يريد نهش دفء روحك.
أنتِ الإنسانية في زمنٍ تُدرسُ فيه القسوة كمنهج حياة، والنُبلُ مهما شوه أسواد الظنون نُبلُ النوايا.
ملامحك لا تجيد التجعد تحت قناع الانتقام، ونظرتك واثقة لا تُخفض تحت ظل أحد.. خطواتك فيها ألف نبوءة أن العظمة قد تمشي حافية، وأن العزة في شموخك لم تنكسر مهما أنحنيتِ لتلتقطي شتات الخاذلون.
أنتِ لستِ الضوء في أعينهم، بل الشمس التي أنارت الحقيقة، وبذور الحكمة التي لا تُذرا على عتبات العابرين.
أنتِ لطف النسيم وطهر النوايا، أنتِ المدى الذي لا يُطال والنبض الذي لا يُباع.
لستِ كأحد، ولا شيء فيكِ يشبه المقاييس.. فلا غرابة إن لم يستطيعوا أن يُشبّهوك، ثم أتهموكِ بالغرابة.