غِب.. ولكن/ بقلم:عمر محمد العمودي

لا تغِب لتختبر محبة أحد
المحبة الصادقة لا تحتاج امتحانًا
والمحبة المزيفة لن تنجح في أي درس

لا تغِب لتُفتقد.. الغياب أسمى من أيّة رغبة

لا تغِب لتؤلم أحدًا.. المنفى المبني من كراهية يصبح قفصًا

لتكن فكرتك عن الغياب؛ أن تتخفّف من ضرورتك

لا تحزم جميع حقائبك، خذ معك الضروري فقط
فالغياب إن ثقل صار نزوحًا، وإن خفّ كان كالمطر

لا تتصرّف وكأنك في مسرح، لست بحاجة لتصفيق ولا دموع.. الغياب فراغ أنيق

حين تغيب
لا تكتب رسالة وداعية، الرسائل حبال تربطك بما تفرّ منه

جرّب أن تكون مصباحًا ينطفئ على مراحل
المصابيح التي تنطفئ فجأة تشعل الذعر

اختفِ ببطء، تمامًا كما تتلاشئ الرائحة من زهرة

أو كن ماء في إناء مثقوب.. لا يشعر أحد متى بدأ الفراغ
ولا يعرف أحد أنك كنت هناك، لأن الطاولة جفّت

اختر لحظة عادية لتغيب.. فاللحظات الاستثنائية تُدوّن
أما العادي يبتلعه الزحام

اترك بعض الفوضى خلفك..
النظام المفرط علامة موت
والفوضى البسيطة تضلل الحواس

لا تتنصّت من بعيد لما سيقال خلفك.. الصمت حينها يتطلّب شجاعة أكثر من الإصغاء

ليكن غيابك دون شعور بالاستعلاء
لا تغِب لتكون أرقى، بل لتكون أهدأ

لا تدافع عن قرارك أن عرف به أحد، فالدفاع جدار
وأنت غبت لتصير نافذة

افعلها كما يفعل الليل، بعد أن يحتلّ الأماكن ببطء
يسلّمها للفجر دون تبرير

وإياك، ثم إياك أن تخلط بين الغياب والاختباء
الاختباء خوف
والغياب موقف

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!