اشرقت الشمس بعد ليل داج من الهموم،كل شيء يغيب في الوجود الا وجهها يشرق في فضاء الكآبة،ويتناسل وعودا تهمي على القلب،فتورق اللحظات الكانت،وشيئا فشيئا يجد فسحة من أمل فيغادر غرفته.
تستبقيه ايام التيه،فيعاود العزف على قيثارة الالم حتى يشيخ الدمع على جفنيه،فيسرع الخطى هاربا من تصدعات الحنين،ويتقمصه الحزن،ينبت شجره على واحة انداء ظامئة ،من روحه المتشظية،القابعة في تموجات ساقطة من مكامن الالم.
احتواه الشارع وحيدا، كلما اومأ إلى لحظات السرور تفلت منه،لتزمجر في داخله جوقة الالم،فيفر من تواشيح نورانية تباغته،من طيفها المتنامي فيه،واذ ذاك أطلق لساقيه العنان،هاربا من رؤس مخروطية تحاصره،وتدنيه من حافة الجنون،وحيدا،بنصف موت،وقد شط به المزار، وافقدته ألفة ساكنة، في روح الجحيم.