في الحقيقة يا فلقة الروح/بقلم:د رشا السيد أحمد (سوريا)

مع بداية الخريف .. كنت سأكتب عن جنون الربيع
وجنون العشق عند العارفين المنشغلين بحكايا النور عن الوجود
لكني وجدت الحبر صار قرمزيا

أعذرنينا يا مدينة الأنبياء أضعنا البوصلة وسط الضباب
لكن ثلة الدراويش كانت تسير أمامنا على أنوار قلوبهم ..
وعلى أنوار قلوبهم كنا نسير ..
وفي الحقيقة أيها القلب الذي يفيض نورا اؤلئك نزفوا ونحن تألمنا
هم رقصوا فوق الجمر ونحن شهقنا وجعا
هم حلقوا فوق الحلم بلذة الشوق للجنان المقدسة ونحن ثملنا على الأرض
هم رأوا الحق ونحن رأينا خارطة لا تشبع من الإلتهام ضنناها لعبة جديدة فدخل البعض في عالم آخر للعب أؤلئك الذين تعطروا بعطور شرقية تارة وتارة غربية غربية حد النخاع
أما يسوع كان هناك بوجهه البهي يحضن محمدا بوجهه المنير حين وصل الاجتماع حضر الأنبياء وغابت الشعوب
اعذرينا يا قديسة المدائن
يا عروس الصبح المنير يا مزهرة كل صباح
يا فاتنة يا بهية
يا شهابا يمضي ويخترق المسافات الصعبة كل مساء
يا نازفة حد الألم العميق
أعذرينا ضيعنا الهوية على طرقات الضباب ضيعنا أصواتنا و صورنا
ضيعنا النجوم من سمائنا
لكن ..
لم تضيع من الجياد العربية
لم تضيع منهم الهوية
ما زالوا بجتمعون كل ليلة في حفل الملائكة و الأنبياء
وما زال الأنبياء يحتفون بالطيور التي عرجت معهم فوق السماء ولهم كانت تلقى الأزاهير ندية
.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!