كل شيء يأتي متأخرًا،
كأنه تعمّد أن يصل بعد انكسار الانتظار،
حين ينهار الصمت تحت وطأة غياب لا يفسر.
الحديث يُقال،
لكن لا أحد يسمعه كما يجب…
وكأن الكلمات تفقد معناها،
تتلاشى كأنها بخار على شفتي الهواء.
والقلب ينبض بشدة عندما يغيب ذلك الشعور الخاص،
كان يومًا ما شيئًا دافئًا،
تحوّل إلى سراب لا يُدرك.
فقط خفوت في الصوت،
تراجع في الضوء،
وخيبة تتسلل بهدوء،
تترك أثراً لا يُمحى،
كالوشم الأسود على جلد الزمن.
الاعتياد يشبه الغبار،
يتراكم بلا نهاية،
يغطي الذكريات،
يُبهت الوجوه،
حتى تختفي في ضبابٍ كثيف من النسيان.
كان هناك شيء…
بين الحنين والتردد،
بين الأمل والخذلان،
مزيجٌ غريب،
بشعور لا يُعرف له اسم،
يتمدد مع كل نبضة،
في صمت الليل الطويل.
الأماكن لم تتغير،
لكنها لم تعد ترحّب بأحد،
صارت خالية من الحياة،
والوقت لا ينتظر،
يمضي بصمت ثقيل،
يترك خلفه ظلالًا من الذكريات،
التي لم تعد تُعرف باسم.
الذاكرة تُفتش عن وجوهٍ لا تعود،
وأحاديث مؤجلة،
كأنها رسائل مرسلة إلى أفقٍ بعيد،
لم يُرسل إليها رد.
ولا شيء يبقى حقًا،
سوى شعور غامض بأن شيئًا ما قد ضاع،
أن شيئًا ما لم يُقال،
أن شيئًا ما لم يُحفظ،
في عمق لا يُسمى،
ولم يعرف أحد متى أو كيف.
