في عالمي الخفي هناك حيث أنا وأفكاري، أقع أسيرة خلف قضبان الوحدة، وخلف سراديب العالم الموحش.
أصبحتُ مكبلاً بأصفادٍ لن تنجو كفَّيَّ منهما.
هناك اعتدتُ مكوثي المؤبد، بهيأتي الشبابية، وبنموي المنعزل، حتى أصبح الثلج يتخلل رأسي، ويمحو لونه الملكي، وأصبحت التجاعيد تخط بدءًا بأناملي، ومن ثم أعضائي انتهاءًا بالروح التي لم يتبقَ منها شيءً سوى الصدى المنبعث من خلف القضبان.
لم أعد إلا كلمة واحدة، لا تجدي ولا تذر.
بشرٌ أُرى من الخارج، وكهلٌ مكبلٌ من الداخل.
كومات صرخاتٍ أود التلفظ بها.
أود البوح علني أتحرر، علني أستعيدُ ثرثرتي، وأرمي بأرهاقي بعيداً.
إنني وفي قعر هذا الكوخ المعتم لا أشعرُ سوى بضجيج البؤس المحيط بي، وبعالمي الخفي، الذي سلب مني جميع أنغام الحياة.
أفكاري تلك لم تعد ملكي، لقد استحوذ عليها الغصب، وقام بنفيها إلى عالم غير مرغوبٍ به.