كانت لكِ القدرة على رمي أحضانكِ لاستقبال قفزتي ، لكنني كنتُ الكرة الطائشة ، لا اجيدُ إلا الارتطام بالنوافذ .
كان ذلك يكسرني ، وكنتِ تجمعين شظاياي ، كأن نصيبي من الشقاوة هو نصيبكِ من الحب ، كأن ذلك شدّا من الشَعر بين مجرّتين من الضفائر ، أو عراكا بين دقات الساعات التي توّجتنا طقسا من مطر الركض خلف الغيوم .
فيما مضى
كنا نختبئ من الفيض في جِرار الشطوط :
كانت أصواتُ المصابيح تزفنا إلى البيتِ ، مثل موكبٍ من الطرق ، وكان الليلُ يحبـْكُ ، داخل رأسينا ، سلالا نقية من الشمس .
لا أعرفُ كيف غرقنا في الظلام بعد ذلك ، لكنني كلما حاولتُ فكَّ أزرارَ قميص الزمان ، كي تثبي خارجا ، من بين أضلاعه ، إلى صحن هذه الأغنية ، أراكِ ترتطمين بالنوافذ ، كما الكرة الطائشة التي كنتـُها ، فأجمعكِ ، كأن نصيبكِ من الانكسار هو نصيبي من الحب ، كأن مراسم غرامنا لا تزدهر إلا بشدّ الشَعر بين المجرّات ، كأن ..
آه ،
أحدهم أزاحَ المصابيحَ ، فتحرّكَ الليلُ من مكانه : هناك شيخوخةٌ ترسمُ تجاعيدَها على جِرار الشطوط ، وهناك سربٌ من الجراد يقضمُ الناي ، الذي كنا نعزفُ السنابلَ بين ثقوبه .