كانت الأحرف في قلبي متجمّدة
تتكوّم بصمتٍ كثلجٍ على حوافِّ الشتاء
صامتة باردة
كأنها لا تنتمي إليّ
ولا أنا إليها.
ومرّت السنوات كفصولٍ بلا شمس
ذاب فيها الجليد
لكن لم تنبت زهرة
تلاشى من حولي كل شيء
حتى ظلّي صار خفيفًا لا يذكرني
لم تبقَ لي سوى الأحرف.
كانت جثثًا من معنى
جروحًا مؤجلة
صوتًا مخنوقًا في أعماق أنثى
تعلمت أن تصمت حين يصرخ الألم.
في لحظةٍ تشبه القيامة
مددتُ روحي للحروف
نفختُ فيها من وجعي
من وحدتي
من ذاكرةٍ كانت على وشك الانطفاء.
فاهتزّت
نبضت
وبدأت أكتب كي أظل.
أكتب كي لا يصير الغياب هوية
وكي لا يأكلني النسيان
وكي لا تُنسى امرأةٌ قامت من الرماد
لا لتبكي
بل لتروي.
هذه الحروف ليست حبرًا
إنها دمي حين شحّ الفرح
وأنفاسي حين اختنق العالم
ويدي حين انكسرت كل الأيادي.
أنا لا أكتب للنجاة
بل أكتب لأنني النجاة ..
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية