كاريزما الناجحين/ بقلم:اشتياق آل سيف ( السعودية )

كلّما تصفّحت سجل التميّز الذي يضم بين دفتيه أسماء لمعت بتألق من خلال نجاحها وإبداعها في مجال عملها أو من خلال تلك المهارات التي أتقنتها وقد كانت في سابق عهدها مجرّد هواية تستمتع بأدائها أو عملاً تعتاش منه، حينها تقفز إلى ذاكرتي تجارب لنساء عظيمات أثبتن وجودهنّ بما يقدّمنه من أعمال رائدة من خلال ممارسة مختلف الأعمال والحِرف والمهارات التي تمارسها المرأة في كلّ مكان في العالم.

إنّ التميّز والإبداع الذي يبرز العمل الناجح ليس مرتبطاً بفئة معينة أو حصراً على ذوي العلم وأصحاب الدرجات الأكاديمية؛ لأنّ الواقع يتحفنا بالكثيرات ممن لم تمكنهم ظروف الحياة من إتمام دراستهنّ الجامعية وامتهنّ الحرف اليدوية وبعض الأعمال الشعبية وأبدعن فيها وحقّقن إنجازات عظيمة يشهد بفضلها وبروعة كفاحهنّ القاصي والداني.
وإجمالاً، فإنّ المرأة مخلوق فُطِرَ على التحدّي والإصرار والصبر وتحمّل أقسى الضغوط حتى تحقيق الأهداف.

تحتفظ ذاكرتي بحكايات لا بُدّ أن تُخلّد في ذاكرة الزمان وتبقى مثالاً يُحتذى به في التصدّي لكلّ العقبات وحسن الظنّ بالله والتسلّح بالثقة والعزيمة والإصرار على النجاح حتى آخر رمق في الحياة.

أجمل ما في الجمعة أنّها تجمع قلوباً افترقت أجسادها ولم تغادرها صدق مشاعرها مهما باعدتها ظروف الحياة ومشقة الكدح من أجل رغيف العيش.

علا إبراهيم، (أم حسين)، صاحبة مطعم وافي الشعبي بالقطيف سيرة عطرة من الكفاح والعصامية لتحقيق الإنجازات التي تكون وليدة الإيمان بالكفاءات الذاتية والثقة بالتميّز والعزم على تخطّي جميع العقبات أياً كان نوعها، فإن كانت المصاعب أمواجاً عاتية تحاول أن تكسر صلابتها وصمودها حينها تتحول إلى صخرة تتحدّى أمواج البحر الذي بعزمها تبتلع كلّ مرارة الواقع التي تحاول عبثاً هزيمة أنثى قرّرت ألّا تتنازل عن حقّها في العيش بسعادة سياجها من عزّة وكرامة.

أعجز عن تجسيد مشاعر غمرت أعماقي بالسعادة حين التقيتها ذلك اللقاء الافتراضي الذي كنّا نخطّط أن ينتهي بلقاء حقيقي نجتمع فيه مع ضيوفنا على مائدة من إعداد يديها المبدعة حين تضع عصارة سنوات الخبرة والتجربة لمهنة كلّ امرأة أرادت أن تفخر بنفسها كربّة بيت تتقلّد وسام الأمومة وتقوم بواجباتها المنزلية بتقديم ألذّ الأطعمة والوجبات الغذائية بأنفاس الحب الصادق خالياً من أيّ ألوان المجاملات الفارغة من المشاعر.

ما يميّز صديقتي الطباخة الماهرة هو رقي التعامل ونقاء السّريرة والإقبال على عمل الخير لأيّ محتاج دون انتظار سكب ماء وجهه بالسؤال وقوة احتراف أساليب نشر السعادة مهما حاولت أنياب البؤس نشب أظافرها.

شكراً لحسن استقبالك الذي أثار دفائن الشعور في أعماقي وأعاد لذاكرتي أجمل لقاء في أول رحلة كنتِ فيها ضمن ضيافتي ورعايتي مع ولديك في رحلة جميلة في برنامج الرعاية الاجتماعية (لمة حبايب) قبل ما يزيد على خمس سنوات.

شكراً لأجمل صدفة جمعتنا بعد طول غياب صباح أقدس يوم في جمعة ملؤها الخير والبركات تلتقي فيها الأحباب بعد أن أسرف الغياب في لوعة عذاب الفراق والانقطاع.

سأراكِ اليوم في مصدر رزقك ومصنع إبداعك ومنبع الخير في تواصلك مع الناس حين تستقبلينهم بكلّ الحب والحفاوة لتصبح الوجبة التي يجتمعون حولها ذكرى جميلة لا تغادر ذاكرتهم.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!