لا بَأسَ بي
لا بأس بي،
سيأكُلني الحنينُ شرهًا،
وسآكل الفَقد رغمًا،
لا بَأسَ بي،
سأعذَّب بأسواط الشوق،
وسأعُدم بمِقصلة الإنتظار،
لا بَأسَ بي،
سأدفن السعادة بيديَّ هاتين،
وسأرحب بالتعاسة بهنَّ أيضًا،
…لابَأسَ بي،
ولكن!
لماذا لا بَأسَ بي أنا فقط؟!
لِماذا لا يكون لا بَأسَ بهم أيضًا؟!
هُم أيضًا يأكلون الفَقد رغمًا،
هُم أيضًا يأكلهم الحنينُ شرهًا،
هُم أيضًا يعذبون بأسواط الشوق،
هُم أيضًا يعدمون بمقصلة الإنتظار،
هُم أيضًا يدفنون السعادة بايديهم،
وبنفس الأيدي يرحبون بالتعاسة،
جميعُنا نَفقد؛ جميعُنا نشتاق؛ إذن لا بَأس بالجميع،
لا بأسَ مِن بقايا أشخاص،جربوا الحُب والإهتمام يومًا ولم ينفع،فلم يعد ينفع معنا إلا الحرب،والفَقد المتواصل،فقَد تعوّدا علينا كثيرًا،لا نصلح للحُب،ولا نظمن للحبيب إهتمامًا حتى يشيخ،فقَد يقتل إلاهتمام صاروخًا جاء في غير موضعهِ،او رصاصةً لم يكن مخطط لها أن تصيبه،لا بأسَ بي ،ولا باسَ بالجميع،سنواصل الإشتياق ولا بأسَ بسياطه أيضًا..
سنواصل الإنتظار ولا باسَ بمقصلته الحادة..
نحنُ ابناء الضالع،أبناء الحرب،لا نصلح للوعود الأبدية،ولا الحُب الأبدي،
…فلا بأس بحياتنا جميعًا،
سنواصلها بمفردنا..ورغمًا عن انوفنا ايضًا!