لستُ أنا
هنالك روحانِ تلبّسا جسدي المفتور،
تقفان بهدوء،
حتى يحلّ الضجيج، فتُشعلا النار
بعذرِ الضوء الخافت.
روحٌ مشاغبة،
تميل إليك،
إلى حدقتي عينيكِ العذبتين،
وخدّيكِ الملطّخَين بدمائي،
إلى الشوق،
والتفكير بك،
بكل تفاصيلك،
لا تتيحُ مجالًا للشك،
تتفكّر بكل شيء حتى الجنون:
كيف سنلتقي؟
هل ستندلعين إليَّ كحريقٍ مباغت؟
أم سنتبخّر إلى سحابٍ نلتقي فيه
فنصدر الضجيج؟
كيف؟ متى؟ أين؟
وماذا بعد لقائنا؟
كلّها أسئلةٌ مجازية
ترتوي بحبّنا.
لكن…
ثمّة ما يجرّني للوراء،
للاختفاء، ودفنِ حبّنا في الربع الخالي،
هي تلك الروح التي تنسى نفسها،
تحبّ الهدوء، والتفكير العميق،
تؤمن أن السراب ليس ماءً،
وأنّ المضيّ نحوه داءٌ لا دواء.
أحبّها…
بقدر ما أحبّك تمامًا.
اقترب،
فلا متّسع لروحي بيننا.