لصحيفة آفاق حرة
ـــــــــــــــــــــــــــ
لَعْنة …
شعر – قصي عطية
ليسَ سوى الذِّكرى تُظلِّلني
الوجهُ واليدان ..
وابتسامةٌ على الشِّفاهِ البَربريّةِ
مَآذنُ الحَنينِ تَهدلُ نَشوةً
مُوغِلةً في الفِسْقِ..
يتثاءَبُ الشَّوقُ
في انتظارِ ما ليس يُقبِلُ
من فَراغِ العَتَباتِ..
وامتلاءِ الحكاياتِ
ضَوءُ ابتسامةٍ مَرَّتْ بالذَّاكرة
غَسلَتْ نزقَ الضَّجيجِ
فوقَ جثَّةِ اللّهبِ
المُبلَّلِ بالغِياب
وحكايا اللّيلِ تُسرِجُ جَلابيبَها السَّوداءَ
فوقَ أشرعةِ الحنينِ
المُرتعِشِ.
*
الزَّبَدُ يَتراقِصُ
على هودجِ الضُّلوعِ الباكيةِ
يمضغُ أرصفةً غارقةً بدموعِها
في حقيبةٍ
تغُصُّ بأوراق الرّوزنامة.
لعنةُ الفراعنةِ قد حلَّتْ
بنهدَيْكِ المُكتنزَينِ
حكايا الخَريفِ سقطَتْ
مع أوراقِ حكايتي الحزينة
أَعْطِني جناحَين يا أمّي
لأطير إليكِ
جناحَين لا يحتاجان جوازَ سفرٍ
أو أذناً عندَ الدُّخولِ
أوِ الخروجِ …
قبرُكِ ابيضاضُ الأملِ على شَفتي
لا انحناءَ ولا انسيابَ سوى الدّوائرِ المُنتثِرةِ
إلى جوارِ السِّتارة …
يمتلئُ الغيمُ بشهقاتٍ
مَخنوقةٍ
تتلُو الفراغ في السَّماءِ الخَرْساء
تفاصيلُ الظُّلمةِ تنازعُ هَسيسَ الفَجرِ
على عتبةِ الرَّصيفِ السَّابعَ عشَر..
عُفونةُ الغُرَفِ السرّيَّة
تُشعرُني بالغَثيانِ والدّوارِ
أما من خيطِ ضوءٍ يُسبلُ جَفنَيْهِ
على ممرَّاتِ الذَّاكرة ..
ويمدُّ ثقباً في حائطِ الرَّغبةِ
الغارقةِ في تِيهِهَا
صوبَ نهارٍ أدمنَ سُعالَهُ،
ولُهاثَ شهوتِهِ الضَّريرةِ ؟.
أخرجُ على كلِّ الشَّرائعِ والدّساتير
والأقفالِ
وأصفعُ بابَ الحَاناتِ
خلفي،
وأغفو قليلاً على خصلةِ شعرٍ…
أداعبُ النَّسيمَ المُتّكِئَ
على تلالِ نَهدَيكِ الشَّامخَين
غارقاً بتنهيدةٍ لا تعرفُ طريقَ الرُّجوعِ
تَعِدُ الدّروبُ بالغدِ
الواقعِ في شَرَكِ تيهٍ مُبَطَّنٍ
بالعَتمةِ
والرَّماد …
وجهُ عاشقٍ مخمورٍ
مُتواطِئٍ مع أفانينِ الغوايةِ
والضّلال ….
يعبثُ بكأسٍ فيَّاضٍ بالظَّمأ
والحنظلِ المُذابِ
كقافلةٍ من الخيبات.
حقولُ الحَيرةِ تَرتسمُ
على ضفافِ المَوجِ
المُتبرِّئ من مدِّهِ
تتآلفُ في تيجانٍ
تَرسمُها أزمنةٌ صمَّاءُ
تقدِّمُ قُرباناً للطَّواغيتِ
في سماءِ مدينتي الرَّابضةِ
في بئرِها الآسنِ النَّتنِ …
تَفوحُ من تحتِ إبطهِ رائحةُ أنينٍ
مفجوعٍ بوطنه ..!!
الصَّدى استقالَ من مُهمَّته، …
يَرتادُ الفراغَ والمَدَى العَالقَ
كقطوفٍ دانيةٍ
في تخومِ الصَّوتِ المَبحوحِ
على عتباتِ الضّياءِ المُهاجِرِ
صوبَ الرَّعدِ…
يصعدُ الحنينُ،
ويتمدَّدُ على شَاطئِ سُؤالٍ
بلا جواب..
جامحاً مثلَ جرحٍ
مَفتوحٍ على النَّزيف.
غابةٌ من العُروش تمدُّ مآذنَها
وكنائسَها
طحالبَ مكسورةَ الرأسِ …
مُلقاةً على قنطرةٍ؛
بمُحاذاةِ الغَرقِ المُجَاهِرِ بعصيانه.
مِنْ هَذي الثّواني القَابضةِ
على عُنُق الشّتاءِ
ترتفعُ أصواتُ الرّماحِ المَغروسةِ في
خَاصرةِ الطّريق …
لحظاتٌ تكتبُ عُريَها، وعُهرَها … و…
وتعصفُ بآياتِ الوَجعِ المَجنون.
أدخلُ في قَمقمِ الضَّجيجِ
على أروقةِ اللّيل
السّاهرِ في مَقصورةِ البَغْي…
أحملُ كَهفيَ الحَائِرَ في
حَنَايا دَهشتي الخرقاء
وأتابعُ التسوُّلَ …
واضعاً خُطواتيَ الكسلى
في اللامكان.
*
2/ 7/ 2010
…………..
سوريا