الجميلة النائمة لم تكن
نائمة ..
لقد كانت قائمة
تخبز رقتها في تنور أيامها
كل لحظة خبز بهاء فريد..
وتعد وجبة من حسنها
لطيور الضوء الصباحية
المحجوبة عنها
حتى تأتي ذات فرح
حين يفرج عنها
من خلف أكمة أشواك متكاثفة
هي سور منفى للجميلة
الجميلة النائمة لم تكن قط نائمة
بل إما جالسة على شرفة وقتها
تظفر جدائل انتظار مشوق مدهونة بالنسيم العليل
أو تملأ يراعها من مداد شوق
كثيف
لتسطر منه أحرفًا عميقة
كعمق عينيها البعيدة العقر
الممتلئة بالصدق النقي
ذو السطح الشفيف الحالم الملتمع بالأمل
تجلس إلى نافذة البوح
وتخط كثيرًا من نصوص مشاعرها الدافقة
لفارسها المُنتَظر
الذي هي على أمل أن تراه
وتلتقي به كما حلمت في ذات ليلة ربيعية رائقة
وهو قادم من مبسم الشمس المقبلة خلفه نحوها
من جهة الشرق
ممتطيًا جوادًا أصيلًا من تواضع الضوء
في عينيه تحديق كثيف نحوها لا يتغير في الاتجاه
وكأنه لا يرى إلا فراغًا كبيرًا
وهي بوجهها المندلق بالسعادة
الوحيدة فيه في الانتظار …
وحدها في الانتظار المتوثب الشوق
الذي تكاد تقتله المساحة الباقية بينهما
فالمسافات مهما قصرت بين المحبين تبقى طويلة حتى لحظة الاجتماع
اللقاء هو الباتر للانتظار المميت
هو المجندل لبقية فلول زمن الترقب
رأت في حلمها ذاك
فارسها لم يكن كثير الوسامة
ولكنه متفصد بالرجولة
ولم يكن يحمل الهدايا الثمينة
غير ما يحمل في نظراته
من حب مترف لم ترى مثله قط
رأت فيه وبصدق
فارسًا نبيلًا قل نظيره
هذا ما أتضح لها من لهفته الجلية في تفاصيل وجهه
الحنون
فوق شفتيه استعداد لقول الكثير من الصدق في الود
بين يديها
كان وهو يتقدم أكثر وأكثر
يتجلى لها في كل خلجة من خلجاته سرًا كبيرًا من أسرار الوفاء
بحدسها الثاقب تبينت تفاصيل
تلك الأسارير التي تنسكب منه
كالربيع الذي أباح سعادة
الاخضرار لقلبها الصغير
الخافق بشدة
ومن ليلتها تلك
و بعد ذاك الحلم
هي هنا ليست نائمة
فكيف لعاشق أن ينام
تنتظر فارسها الموعود
متطلعت لا تفتأ نحو الشروق
لعل الحلم من هناك
سيعصر لها ثديه
بالتحقق فتشرب من الحب
سعدًا حتى ترتوي منه
وتشبع ..
ومن ذا من الحب
الطهور سوف يشبع
لن تنام حتى ترتوي
من وجه باتر الشوك
وهازم الانغلاق المحدق بها
فارس الحلم الأجل سوف ياتي
نفسها تخبرها دائمًا:
سوف يأتي
لم اندهش عندما أخبرتني ان الجميلة لم تكن نائمة، واكدت لي بالحجة والبرهان مايؤكد روايتك :
فقد كانت تخبز رقتها في تنور أيامها، اما عن ماذا خبزت؟ وعلمت منك انها كانت تخبز حسنا بهيا فريدا، ولم تقف عند الخبز لبهائها وإنما كانت تخبز لطيور الصباح التي تحبها، و رغم انها لاتنام كانت الاحلام تتقرب لها زلفة وتراود جفونها بنوم مفتعل، الهمتها الاحلام رؤيا لفارس له سمت الرجال، لم تبحث فيه عن وسامة ولكن رات في عينيه حبا يتكلم… وعندما فاقت من حلمها لم تجد فارسا ولا عينان ينظرانها بحب.. وتظل الجميلة التي لاتنام خشية ان يوهمها الحلم … لازالت تنتظر فارسها عله يرسمها رحلة شوق في العين