1
لم نعد نستطيع الحياة
ولن نستطيع سبيلا إلى القبر
في كل ثانية يشهر الموت نعشا
وفي كل أمسية نحمد الله حين تقول المذيعة أن الغيوم ستأتي
رسمنا السنابل في مهد أطفالنا
وادخرنا قليلا من المال بعد حصاد المحاصيل
كي نشتري آلة الموت للجند كي يحصدوا ماتبقى من العمر فينا
لماذ خلقنا على هذه الأرض؟
ماذا تبقى لنا من حقوق البلاد التي نحن نحملها في هوياتنا كالوصايا الأخيرة
يا وطنا يتقلص كالخبز في شارع الفقراء
ويمتد في خطب الجنرالات في مهرجان الدفاع عن الموت
والسائح الأجنبي
لماذا تشتت كالناس فيك
وبعثرك الحبر في طاولات الخصام
وأعلنت حظر التجول في طرقات الحقيقة
ماذا دهاك تقود القنابل صوب بروج الحمام
وتزرع في طرق الضوء لغما
وتحرق كراسة الرسم بالمنجنيق
لماذا تدل الوحوش على فلذات الأماني في ردهات المدارس
كيف تجرأت أن تصلب الشعر والشعراء على خشب الخوف
كيف جمعت الحجارة من كل صوب وفج وترجم أغنية الروح
تلك التي حصنت نايها بالعفاف
وغنت بعيدا عن القصر والسرر الذهبية والمال
غنت لأكواخ عشاقك المتبعين
ذرفنا كثرا من الدمع
قلنا كلاما مقفى
وقلنا نشيدا مصفى
ودرنا مع الأرض لكننا لم نعد نستطيع الحياة
ولن نستطيع سبيلا إلى القبر
( أين الطريق إلى أي شيء)
2
ونحن ندق على باب أحلامنا
ونأتي المواعيد من باب أسوارها
لم نجد غير وجه القنوط يطل من الشرفات
ويقذفنا من وراء الشبابيك
تصطادنا كالفراشات نيرانه
ونموت بطيئا
وتسقط أوراقنا في خريف الأسى
لنا راية قاطعتها الرياح
لنا نجمة طمستها الليالي
لنا قمرلا نراه
أدارت لنا ظهرها الشمس
تمشي القبور على طرقات المدينة
والرمل يبقر بطن الحقول
لنا أن نكيل الحبوب
وندفع أثمان أكفاننا
ولنا أن نبيع مزارعنا ونقيم طقوس العزاء
أيا وطن القات (والبرع الأبدي)
لماذاتصلي صلاة الجنازة قبل الوفاة؟