هو لم يكن موجودًا أبدًا
لم يكن جسدًا
لم يكن ظلًّا
لم يكن سوى انعكاس يائس
يعترض النظرات، يقف على الممرات، يلوّح، ينادي، يتعرّى.. ولا يُرى
ويظهر خفية حين يريد أن يتوارى
تجده مختبئًا في زاوية من المرآة الجانبية المتصدعة من السيارة
يختلط كضوء القمر على المياه الراكدة.. يُقلّد البعوض
يتوسّل الغياب التام من لمعان عين شرطي المرور
لا يُرى.. لا اسم له في هاتف الكون ولا صورة
ليس سوى انعكاس يائس يظهر على شاشة بالية لهاتف قديم معطّل..
لا يُرى، ولا أحد يترقب حضوره، ولا أحد ينتظر غيابه
لا أحد يريد تذكره،
ولا أحد يريد نسيانه…
ما لم يكن موجودًا أبدًا، ما لم يكتسب لونًا موحدًا، وهيئة واضحة
من تلطّخ بألوان المارة، وتغذى بلعق ما تبقى في أياديهم
لن يُرى.. لن يكون شيئًا
سوى انعكاس يائس