يحاصرني واقعٌ لا أجيدُ قراءتهُ، ككتابٍ مفتوحٍ بلغةٍ ميتةٍ، تتناثرُ فيهِ الحروفُ كرمادِ نجمةٍ غابتْ عن سماءِ ذاكرتي. قلتُ: “دونَ إذنٍ منكِ يا نجمةً تراجعتْ، هل كانَ خيالُكِ يعلمُ أنَّ هذا الطريقَ الذي نسلكهُ، والذي يبدو كخيطٍ رفيعٍ يمتدُّ في فراغٍ لا نهائيٍّ، سيكونُ بهذا الطولِ؟”
أسألُ خيالي، الذي يتراقصُ على حافةِ الجنونِ، هل كانَ يعلمُ أنَّ الغدَ الذي ننتظرُهُ، والذي يتراجعُ كلَّما اقتربنا منهُ، هو مجردُ سرابٍ يتبخرُ في صحراءِ الوهمِ؟ هنا، في هذهِ الأرضِ التي لا تُشبهُ أرضًا، تتشابكُ الأفكارُ كأغصانِ شجرٍ ملتفٍّ، وتُصبحُ الحقيقةُ مجردَ ظلٍّ باهتٍ لواقعٍ لم نعدْ ندركُهُ. كلُّ شيءٍ هنا يتحدى المنطقَ، ويتراقصُ على إيقاعِ الجنونِ، كأنَّنا في حلمٍ طويلٍ، لا نعرفُ متى سينتهي، ولا كيفَ سنستيقظُ منهُ.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية  اجتماعية الكترونية