يا شعرُ يا منفى الفؤادِ،
ويا امتدادَ الروحِ إنْ ضاقتْ عليها الأرضُ من كلِ الجهاتْ
يا شعرُ يا وطنَ الغريبين البعيدين الذين توزعوا بين الهوامشِ والصدى والأغنياتْ
يا شعرُ يا ناياً يُلحّنُ جرحيَ الدامي ويُخرِجُ شهقتي الحرّى ويخبزُ من تناهيدي رغيفَ الأمنياتْ
يمتدُ جرحي فوق أجنحة المساءِ؛ ينام في تختِ الظلامْ
وأنا المسافرُ داخلي قد تُهْتُ أبحثُ عن حقيقةِ شاعرٍ قد ماتَ في فمِه الكلامْ
والآنَ لا شيءٌ هنا غيرُ الضجيجِ وشربةٌ من دلّةِ النسيانِ أرشُفُها مع تعبٍ عصيٍ لا ينامْ
قد حان لي أن أكسرَ المعنى لأسكنَ في المجازِ حقيقةً خجلى،
وألتحفَ الخيالْ
وأنامُ في حضن الزوايا هاربًا من أعيُنِ البؤس المحدقِ..
من عيون الفاتناتِ…. إلى منافي الأعتزالْ.
لي عالمٌ مثلي حزينٌ لا يراه سوى أنيني من نوافذه السجينهْ
لي دمعةٌ وحبيبةٌ لم تأتِ بعد إليّ كي تُحيي النخيلَ الظامئاتِ بداخلي فتُشِعُ روحي كالمدينهْ،
لي لوحةٌ شبحيّةٌ، ألوانُها مستائةٌ مثلي .. تُلوّنُها أماني البائسينَ المفرغينَ من السكينهْ
إني غريبٌ كالقبورْ ، إذا أتاها طاعنٌ أعمى يزورْ…
لا شيء يعرِفُني سوى صمتي الحزينِ ودمعتي الحزنى وأحلامي الحزينهْ