سأبتسم…
انتبهتُ أن المحطةَ لا تحتمل
ألاّ ابتسمَ
سأهدأ… أنزل أثقالي من على كتفي،
أعدل هيئتي، أرمي بشعري خلفي
كي يبدو وجهي مكتملا
لو أبتسم.
سأمرّر يدي على خدّ طفل سبقته أمّه للقطار.
سأمدّ يدي لتعب إمرأة طال انتظارها بالمحطة…………. ولم يأت القطار.
سأحاول أن أسعدها بابتسامتي
قد تبتسم،
وقد تغطي كل هذه التجاعيد فكرةَ أن تبتسم.
أناس كثيرون ينتظرون،
أثقال كثيرة داخل الرؤوس،
أثقال كثيرة على الرؤوس،
الأيادي تتدلى أيضا بأثقالها،
أو برعشتها،
لذلك يندلق الكثير من القهوة.
يندلق الكثير من الوقت.
يندلق الكثير من الفرح في ساحة الحزن.
يندلق الكثير من الدمع إن جاء القطار،
وحتى في الانتظار.
أرى وجوها أعرفها….
البلور المنتصب بيننا يصدني
يبعدني عن رغبتي في الاقتراب،
البلور الذي يلفني أيضا يمنعهم من الاقتراب،
لماذا في المحطة يتغلف الناس بالبلور؟
إن اقتربنا تكسر؟
وإن ابتعدنا اغتربنا؟
المحطة غصّت بالغرباء،
صفارات القطار الصامتة، لا تصمت في عويل المودعين وهم ينتظرون قطار المنتهى.
الوقت كفيف يجري ولا يتعثر لحظة،
كي اتفقد زينتي
مابين وضع( الفون دو تان )
وتعديل الروج تمتد تجعيدة أخرى…
وما بين الوقت وصفارات القطار والتجاعيد أبحث عن فسحة للرقص،
كي أطمئن جسدي
سيذهلون من امراة تطمئن جسدها بالرقص.
سيسألون لماذا مثلا نحن أحيانا نرقص
مادام القطار سيأخذنا؟
لماذا نغني؟ لماذا نكتب؟ لماذا نغضب؟ لماذا نحب؟ لماذا نأتي مادام القطار سيعيدنا….؟
ثم يقتربون، يرقصون معنا بوجوه مغلقة
يقولون: لماذا لا نرقص أحيانا، مادام القطار سيأخذنا؟
لماذا لا نغني؟ لماذا لا نكتب؟ لماذا لا نحب؟ لماذا نغضب؟وما أجمل أن نأتي حتى….
لو أن القطار سيعيدنا.