ذلك الأمر لا ينتهي، ولا هو منفلت من أفواه يمضغن اللبان بصوت عال ويلوكن النميمة بهمس خافت، غير منفك من ألسنة سوء آكلة، طالما ظن أمره بات منسيا بفعل التقادم، لكنه غير مقتنع به، ليقين ثابت أنه لا يمكن التنبؤ بأفعالهن الخسيسة، وليس لديهن قابلية للتغيير،حيث الحشرية عشعشت في نفوسهن الموبوءة بالكره واحساسهن بالدونية، و في الغيبية ضالتهن المنشودة لفراغ غمرهن لحد الغرق.
جالت برأسه تلك الأفكار قبيل مغادرته البيت قاصدا وجهته، كالعادة انطلقت من خلفه قهقهات صدئة، ترجيعات كركرتها تصل مسامعه، هدفهن من كتمها أن تطرق تلك الأصداء الساخرة أذنيه، تصيبه في نفسه، انتابته مشاعر سخط عارمة.. توالته نوبات غضب شديدة… لسعه حنق كبير، هنيهة تدارك موقفه.. قاوم انفعالاته.. غالب ضعفه.. بلع ريقه، سرت في أوصاله لمسة تحدٍّ أحس إثرها بانتعاشة دبت في مساماته.. رويدا رويدا تحامل على نفسه.. تمالك رباطة جأشه.. أحس بكبريائه.. دون أن يبدي أي حركة عصبية.. أو إرتعاشة توتر.. انبسطت أساريره.. علق على شفتيه طيف ابتسامة ظافرة.. استدار قبالة شلة القيل والقال …مخاطبا بجديةزعيمته : ـــ أيتها العانس الحمقاء
لا شيء مميز لفضول.. ولا مثير لتطفل…الأمر سلبي بأغلبه
لقد وشيت بي.. تصرفت بخبث يليق بك يا كيس هراء ضخم ..
كان حريّا بك أن تنمقي عرضك قليلا..
لتصرخي بقدر ما شئت في مكان علني ..
دعي الناس يعرفونني عن كثب ..
أستحق الأسوأ….. جعلت من نفسي أضحوكة
أحرجيني بإذاعة سري ..
واحصلي على تصفيق مدوي..
يتقيح حقد دفين بداخلك ..
تعوي رغبة تشفي في أعماقك ..
أتعتقدين أنّي تضايفت من إشاعاتك المغرضة..
للجميع عيوبه..
خصوصياتي.. غير مدعاة عار أو مبعث خجل
ربما الفشل مقترن بي..
لم أتقيد بامرأة ..
خلفيتي ..ثلاث طليقات
أبحث عن زيجة..
الرابعة ..كفيلة بالنجاح
من يقارن بي؟.