قِطعةُ المِنديلِ القابعةِ تحت فِنجانِ القهوةِ تَعنيني كثيرًا …
مُختَلفةٌ عن سطحِ الطاولةِ القاتمِ تحتها ..
تُشكِّلُ ديكورًا عَفوي بَينها وبَينَ صَحنِ الفِنجان الأبيض ..
تَصنّعُ بِريستيجًا وهميًّا لشَخصي المَاثلِ فوقها وتَجعلني أُمسِكُ بِمقبَضِ فِنجاني بِحذَرٍ جميل ..
تَتَحمّلُ حرارةَ قهوتي المُرتفعةِ وتَصبِرُ على لَطَخاتِها الساخنةِ ..
تَبذلُ كُلَّ ما في أنسِجتِها مِن نَقاءٍ لِتَمتَصَّ بقايا القَطَرات التائهةِ في السَّطحِ ..
رُبَّما تَمزَّقت ذاتَ عَبَثٍ بَشَريٍّ بَربَري ..
رُبَّما تَمَّ الاستِغناءُ عنها قَبلَ أن تؤدي رسالتها في وَطَنها / المقهى ..
ورُبَّما اختُطِفَتْ في جَيبِ أحدهم ليُمارِسَ اغتِصابَها في أنفهِ اللعين ..
لن يَتَذكّرَها أحد ..
لن ترى دُموعَ الحزينين الكاذبة عليها ..
ستَشتاقُ لرائحةِ القَهوةِ الكولومبيةِ المُتَغلغلةِ في مَساماته…