نبض من غياب/بقلم:منال رضوان( مصر )

لك في البُعد عين الحضور، كأنّ الدنيا بأسرها قد انكمشت لتصير نقطة واحدة في قلبي، تشعلها جذوة اسمك، كلُّ شيءٍ بات خافتًا، لا صوت يُسمع إلا صوت الحنين الذي يشق صدري كرياحٍ تتوسل طريقًا بين الصخور.

أحدث نفسي كلّ ليلةٍ عن ملامحك، أعيد رسم قسماتك في الهواء، كمن يكتب وصيته على صفحة ماء، أحفظ كلماتك، أستعيدها في وحدتي، أرتشف زيف صمتك، حتى يجف رضابي دونك.

آه، لو تدري كيف يقتات القلب على ذكراك، كيف يشعل البعد نارًا لا تنطفئ؛ فالعشق يا حبيبي لعنةُ كل حي أدرك الكمال، ولم يُعطَ منه نصيبًا.

يجتاحني الغياب؛ لأذوب في نار لا تمتلىء، ولا يَفتُر عنك فؤادي، لا يهرب، أبقي جذوته حيّة كل ليل، أنتظر يومًا تعود فيه عيناك لترتوي من بحر عينيّ، يومًا تنقشع فيه الغربة التي تحاصر قلبي، ليعود إلى وطنه الوحيد، بين يديك.

فأهيم بك حتى تصير الأرض لا شيء، والسماء لا معنى، ويبقى لُبّ الوجود أنت… أنت فقط!

#من مناجاةزليخة عقب سجن يوسف. (نبض من غياب)
#جمار_الشفق_الأول

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!